منـــــــازل وحــي الله
أهلا وسهلا بك في منازل وحي الله
اتمنى لك قضاء وقت ممتع برفقتنا والافادة والاستفادة معنا
تفضل بالدخول اذا كنت مسجلاً معنا .. اما اذا لم تكن مسجلاً
بامكانك التسجيل والمشاركة معنا .. تحياتي ..
منـــــــازل وحــي الله
أهلا وسهلا بك في منازل وحي الله
اتمنى لك قضاء وقت ممتع برفقتنا والافادة والاستفادة معنا
تفضل بالدخول اذا كنت مسجلاً معنا .. اما اذا لم تكن مسجلاً
بامكانك التسجيل والمشاركة معنا .. تحياتي ..
منـــــــازل وحــي الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منـــــــازل وحــي الله

أهلا وسهلا بكـ يا {زائر} نتمنى تفيد وتستفيد معنا بمنتدى منازل وحي الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شيخ كريم الحجاري الرميثي
{{عضو جديد}}
{{عضو جديد}}
شيخ كريم الحجاري الرميثي


ذكر عدد المشاركات : 93
العمر : 68
الدولة : العراق
العمل/الترفيه : لسان الشيعة الناطق محقق ومفسر للقرآن الكريم
تاريخ التسجيل : 18/12/2008

وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Empty
مُساهمةموضوع: وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري    وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Icon_minitimeالسبت يناير 08, 2011 8:14 pm


وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Ouuoo_12


وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Ouuoo_11

وَاعلَم يا ابنَ آدَم, ما عِلمِي وَعلْمُكَ فِي سِّرِ هذا
القـُرآن مِن عِلْـمِ اللـَّه إلاَّ ما أخَـذَ هـذا العُصفُورُ
مِن هذا البَحرِ قَطْرَة بِمِنقارِه,,

والحَمدُ لِلهِ الذِي عَلَّمَني حَرفاً وَكُنتُ لا أملِكُ
قَبلَه, فَأنزَلَهُ بِقلَمِي مُبارَكاً لأتَصَدى بـهِ فِي
تَفسِير هـذا القـُرآن,,

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(فَوَجَدَا عَبْـداً مِـنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِـنْ
عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)(الكهف65)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

تَفسِير آيَة مِنْ سُورَةِ الفرقان
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  395802364
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ
لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان آية (7)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

وَرَدَت كَلِمَة الأسْواق فِي القرآنِ في آيَتَينِ وَفِيهُنَ سِرٌ عَجيبٌ, فالآيَة هُنا مُسَّوَقة

لِبيان التَفسِير تَجبرَني بأنْ لا أخْشى أحَـداً مِهْما كانت رتبَتَهُ وَمنزلتَه عِندَ الناسِ

وَقبلَ الخَوْض في تَفسِير هـذِهِ الآيَـة أودُ أنْ أُعَلِقَ عَـن الدُنيا وَمّا فِيها مِن رجالٍٍ

مُتكَبرينَ؟؟

أيُها الخَطِيب الحُسَيني: لا تَكُونَ بَينَ الجُهلاءِ كَالحَيَّةِ بَينَ الأمْواتِ تقرصَهُم وَهُم

لا يَشعِرُونَ؟ وَكُـنْ مُعلِماً مُتواضِعاً فاحصَل كَما وَعَـدَكَ اللـَّهُ (كِفْلَيْنِ مِـنْ رَحْمَتِهِ)

وَإنْ كُنتَ طامِعاً مُتكَبِراً لَمْ يَقتَصِر عِلْمكَ عَلى النار وَبِئْسَ مَثوى المُتَكَبرين,,

وَاعلَـم يا خَطِيب الحَوزَة هَـلْ تَسْتَوي تِلكَ الساعَةَ التِي ارتَقيْتَ بِها المِنـبر بَيْنـَكَ

وبَيْنَ العَوام عِندَ اللـَّهِ أجْـراً: هـذا حُسَينُ المَلايِّين فِي قلـُوبِ مُحِبيه أُنـْظر كَيْـفَ

جاهَـدُوا بأمْوالِهِم وأنفُسِهِم في سَبيـلِ إحـياء شَعائِر اللـَّهِ, هَـلْ شارَكْتَ بأمْوالِكَ

مَعَهُم أمْ ساهَرةَ كَما ساهَرُوا تِلكَ اللّيالِي وَالأيام وَلمْ يُعيَِّهُمُ التَعَب لِخدمَةِ الزوار

بمَأكَلِهِم ومَشرَبِهِم وَمَأواهِم, أمْ أخذتَ مِنهُم الكَثير لِتَبني قِصُوراً بِكَلِماتٍ لا يَزيدُ

وَلايَنقصُ تَجَدِدُها لِكُلِّ عامٍ فَما يَبْقى لَكَ حفظاً مِنها إلا قوْل الشاعِر لِعامِكَ الجَدِيد

وَمِنَ الواضِح الذِي قـَد يَخفِي عَلى الناس ما يَجِدُوا البَعض مِنَ الخُطباءِ يَتَسَلقوا

المَنابر الحُسَينيَة فِيهُم تِلْكَ الخَصائِص الطامِعَة لِلمَبالِغ بالمَزايا الغَيـرُ المُتَشَرفَة

دِيناً وَالناسُ يُقِيمُونَ لَهُم القـَدرُ وَالإحْسان وَالتَكْبير بأنَهُم الأعلون مَقاماً عِندَهُم

وَيُجافونَ بِقلُوبِهِم كَراهَية المُخْلِصِينَ المُتَذرعِينَ الذِيـنَ بادَرُوا بتَزكِيَةِ نفـُوسِهِم

وَتَهذِيب أخلاقِهِم وَكَسْـب مَعرفـَة اللـَّه وشَـرَف طاعَته وَرِضاه لا يَشعِرُونَ بِهـِم

بأنَهُم تِلكَ عِبادٍ لا يُردُونَ عُلُواً في الأرض وَلا طَمَعاً وَهُم الأعلون حَقاً بسِّماتِهِم

عِندَ اللهِ تَعالى,,

وَلِعَمْري فإنْ تَجَرَدَ الخُطباءُ يَوْماً مِنْ تِلكَ الخَصائِصِ والغاياتِ الدَنِيئَةِ الوَضِيعَة

بِتَحرِيمِها عَليهِم سَوفَ يُحَّرمُونَ تِلكَ المَآثِر الحُسَينِيَة الخالِدَة عَلى الناس,,

فَكَيفَ مِـنْ هُـنا قـد تَقَبَلَت نفُوسَهُم بجَنِي المَآرب المادِيَـة الزائِلَة التِي يَخدَعُـونَ

النـاسُ بـها سـرعان ما تَنعَكِـس أطماعَهُـم في نِفـُوسِ المُجتَمَـع المُـوالِي الـذِي

لا يَشعِـر بانعِكاسِ صِـفاتِ وَأخْلاقِ خُطباءِ العَصـْر الذِينَ يَجبرُونَهُم عِنوَةً بأنَهُم

لا يُقيمُونَ لَهُم مَجلِساً حُسَينياً قيِّـماً بِحَشْدٍ مِـنَ الِناسِ إلا أنْ يَكُونَ مَنْ يَدفع لِكُلِّ

مِنهُم مَبلْغاً بِيـدِهِ عَشرات الآلاف مِنَ الدُولاراتِ مَعَ الشَرْطِ مَـنْ يَلتَقـط صُورهُم

وَبأِجُورٍ مُقابلٍ عَلى شَـبكاتِ التِلفاز المُباشِر عَلى مَدى أيام العَـزاء لِكُـلِّ ساعَـةٍ

مَقرُوءَةٍ بـِ (1000 دُولار)

وَفِي خِتامِ المَجلِس مِن ساعَتِهِم يَزفُونَهُم الشَباب وَقوى الأمَن الداخِلي بسَّياراتِ

(الهَمَـر السَوداء المُظَّللَة) إلى بَيُوتِهِـم لِحِمايتِهِم بِخَدَمِهِـم وَحَشَمِهِـم مَسْـرُورينَ

فَرحِينَ فخُورينَ مُتَكَبِرينَ عَلى الناس لايَمْشُون فِي الأسْواقِ بَيْنَ صِفوفِ الفُقراء

والمَساكِينَ يَأكلـُونَ الطَعامَ ويَشَرَبُون أوْ لِيَجْلبُـونَ المَعاش لأنفـُسِهم كَما يَـمْشِي

الرَّسُول مُحَمد بَيـْنَ الفقـَراءِ فِي الأسْـوَاقِ يَأْكُـلُ الطَّعَامَ ويَشْـرَب ويَجلِب لِنفسِـهِ

المَعاش لا أشِـراً وَلا مُتَكَبِـراً أسْـوَةً بِأولِي العَزْم المُرسَلِينَ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ

عَليهِم أجمَعِين كَما وَصَفهُم اللهُ تَعالى بآيَةٍ لِلعِظَةِ والصَبر (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ

الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ

فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً) (الفرقان20)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

هكَذا أرادَ اللهُ تَعالى مِن تأوِّيلِ الآيَة أنْ يَصنَعَ مِنْ أخْلاقِ النبي رجالاً مُؤمنِينَ إذا

كلِفوا دِيناً نَزلُوا بعلُومِهِم لِخِدمَةِ الناس دُونَ طَمَعٍ يَتبَعَهُم كَما قالَ الإمامُ الصادِقِ

عَـن آباءِهِ قالُوا عَـنْ رَسُول اللّهِ صَلى اللّه عَليهِ وَآلِـهِ (العالِمُ والمُتَعَلم شَريكان

فِي الأجْر، لِلعالِمِ أجْران وَلِلمُتَعلِم أجْر، وَلا خَير فِي سوى ذلِك)

يَعني الهَدَفُ مِنَ مَعنى الحَدِيثِ إذا باعَ العالِمُ عِلمُهُ لِلمُتعَلِم بِمَبلغٍ مَشرُوطٍ مُبغِضٍ

لِلدينِ فلا خَيرٌ في سوى ذلِكَ الأجْر لِكِلاهُما عِندَ اللهِ إذا استوى البائِعُ والمُشتَري

بِمساوَمَةِ العِلْم بَيعاً وشِراءً مَشرُوطاً, فلا بَأسَ لِلمُتعَِلِم إذا هدى مَبلَغاً يَستَحِقُ بِهِ

خَطِيب المَنبر دُونَ هـذا التَعلِيق كَما يُهْدى مَبْلـَغاً لِلرادُود الشَيخ ياسِين الرُميثي

على قَصِيدَتِهِ الحُسينيَة في السِتِينيات وَهُوَ قنُوعاً مُكتَفِياً بالقَلِيلِ مُحتَسِباً باللـَّهِ

الذِي أكرَمَهُ شَرَف المَقام العالِي بِوسامٍ خادِم الحُسَين عَليهِ السَلام,,

ولِهذا قالَ رَسُول الله صَلى اللهُ عَليهِ وآلِـهِ (إذا غَضبَ اللهُ على أمَّةٍ، ثمَ لـمْ يَنزل

بها العَـذاب غَلََـت أسْعارُها, وقصَّـرَت أعمارُها, وَلَـمْ تَربَـح تِجارُها، وَلـمْ تَنـزل

ثمارُها وَلمْ تَغزر أنهارُها، وحَبَسَ اللهُ أمطارُها، وَسَلطَ عَليها أشْرارُها)

وَكَفى باللهِ شَهِيداً لا نـُريدُ عُلوَّاً في الأرضِ حَسْبُنا إياه وَالعاقِبَةُ لِلمُتقين,,
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10
تَفسِير قوله تَعالى
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ )
سَبَب نِزُول هـذِهِ الآيَـة أنَ جَماعَةَ مِنْ قادَةِ قُريْش قالـُوا لِلنَبيِّ مُحَمدٍ صَلى اللـَّهُ

عَليهِ وآلِـهِ إن كُنـْتَ تـُريد بِما جِئْـتَ بـهِ مالاً جَمَعنا لكَ المال حَتى تَكُـونَ أغـْنانا

وبأحسَنِ مَقاماً عِندَنا، وإنْ كُنتَ تُريد مَلِكاً ذا حَشَمٍ وَهيبَةٍ جَعلْناكَ مَلِكاً عَلينا؟؟

فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ لا أريدُ شَيْئاً مِما تَزْعمُون وَلكِن اللهُ تَعالى رَبكُم ورَبي

أنْزَلَ عَليَّ بِوَحيهِ قُرآنـاً, وَبعثنِي إليكُم رَسُولاً, وَأمَرَنِي فِيـهِ أنْ أكُونَ لَكُم بشِيراً

وَنَذِيراً, فبَلَغتَكُم رِسالَةَ رَبي الذِي أنذَرَني فِيكُم لِمَن عَصاه فَحسْبُهُ جَهَنَم ولِبئْسَ

مَثوَى الكافِرينَ، وَنَصْحتُ لكُم فإنْ تَقبَلُوا مِنى ما جِئْتَكُم بهِ مِنْ تَبشيرٍ فَهُوَ حَظكُم

في الدُنيا والآخِرَة والعاقِبَةُ لِلمُتقينَ: وإنْ تَرِّدُوا كِتابَ اللـَّهِ عَليَّ أنْ أصْبـرَ لأمْـرِ

رَبي حَتى يَحكُم بَيْنِي وَبَيْنكُم وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ,,

فقالـُوا: يا مُحَمد فإنْ كُنتَ غيـرُ قابـِل شَيْئاً مِما عَرضْناهُ بمُساوَمَتِنا عَليك فـَسَلْ

رَبُكَ أنْ يَبْعَثَ مَلِـكاً يَمْشِي مَعَكَ فِي الأسْواق يُصَّدُقكَ وَيُراجِعُنا عَنكَ لِنسْمَع مِنهُ

بما تَقول, أوْ سَل رَبُكَ الغَنيُ أنْ يَجْعَل لَكَ ما فِـينا جِناناً مَلِيئَةٌ بالأشْجارِ المُثمِرَةِ

مالا تَشبَه ثِمار الفُقراء لِتأكُـلَ مِنها وَنَلتَمَس مَعَكَ مِـنْ خَيراتِها, أوْ يُنـزِّلَ عَليكَ

رَبُكَ كَنـْزاً مَرفـُوداً يُغنِيـكَ دَهْـراً عَـنْ التِمـاس الـرِّزق بالأسْـواقِ كَسائِـرِ الناسِ

الفُقراءِ وَيَجعَلَ لَكَ قصُوراً مُشيدَةً بأحسَنِ مّا عِندَ المِلُوكِ العِظامِ,,

فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ يا قادَةَ قرَيش ما بِعثتُ إليكُم بهذا, وَما أنا بفاعِلٍ مِما

تَطلِبُون, وَما أنا بالذِي يَسْأل رَبَـهُ عَما تَزعَمُون، فأنَزَلَ اللـَّهُ في قوْلِهِم هذا آيَـةً

لِخَيبَتِهِم عَلى تَهَكُمِهِم والضَميرُ يَعُود فِي قَولِهِم قالُوا (لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ

مَعَهُ نَذِيـراً) هـذا القـَول في ضَمِير الآيَـةِ يَعُـود إلى مُشْركِي قـُرَيش في مُقدمَتِها

قالـُوا (مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُـلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِـي الْأَسْوَاقِ) فَجاءَ حَرفُ ( مَا )

اسْتِفهاماً لِقولِهِم بمَعنى إنـْكارٌ فِي الوقوعِ لِرسالةِ مُحَمـدٍ: فَشُكِلَت الآيَـة بالـجار

والمَجرُور: وَبعدَها جاءَ خَبـرُها (الْأَسْوَاقِ) التِي حَقَقـت الجُمْلَة وَقالـُوا ( يَأْكُـلُ

الطَّعَامَ ) فأصبَحَ قولِهِم مُضافاً عَلى سَبيـلِ السِخريَةِ وَالتَهَكُـمِ والإنـْكار لِرسالـةِ

النبيِّ مُحَمَدٍ: يَعني بِقولِهِم كَيْفَ يَجُوز لِمُحَمَدٍ شَأناً أنْ يَمتازَ عَنا بالنبوَةِ لِيَتزَعَمَ

قُرَيشاً بزَعامَةٍ مِنْ رَبِهِ وَشأنَهُ الذِي نَراهُ بأعيُنِنا أنهُ يَأكُلُ الطعامَ كَما يَأكُلُ سائِر

الناس وَهُوَ يَمْشِي في الأسْواق يَتَرَدَد فِيها كَما يَتَرَدَدَ الناسُ طَلَباً لِلرزْقِ,,

فَضَّلَ مُحَمَدٌ (ص) بَرسالَتِهِ لَنْ يُصادَقَهُ هؤلاء الذِينَ كَذبُوهُ بدَعوتهِِ وَسَخَرُوا مِنْ

شأنِهِ إلا أنْ يُشاهِدُونَ مَعَهُ مَلَكٌ يُعاضِدُهُ ويُساعِدُهُ فَيكُون هـذا المَلَكُ مَعَهُ مُنـْذِراً

وَظَهيراً يَشهَدُ لَهُ أمامَهُم برسالَتِهِ مِمَنْ يُخالِفُهُ بِسُوءِ دَعوَتِهِ (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ

تَتَّبِعُونَ) مُحَمَداً لاتَتبَعُـونَ (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(الفرقانCool فَرمُوهُ بالتَهَكُمِ مَغلُوب

العَقل مَجنُوناً عَلى هَواه: هكَذا وَقـد ضَّلَ القَوم الكافِرينَ يَتلُونَ عَليهِ مُقتَرحاتِهم

الفاسِدَة بالتَهْوينِ مِنْ تَفاهَةِ تَفكِيرهِم وَضُحالَة عِقولِهم الطائِشَة وَسُوء أقاوِّيلِهم

الفاسِدَة فَوَصَفوهُ بالسِحر تارَةَ وَتارَةً بشاعِرٍ مَجنُون وَكاهِنٍ كَذاب وَحَكَمُوا عَليهِ

بالخَيبَةِ والضَّلالِ فَلَنْ يَشَأ اللهُ عَلى ما اقتَرحَتهُ قرَيش على نَبيهِ:: فَلَوْ شاءَ اللـَّهُ

لَفتَـحَ لِنبيـهِ الحِصُون والمَدائِن في مَشارق الأرضِ وَمَغاربِها رَغماً عَلى أنـُوفِ

الكُفار: وَلكِنْ أضافَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى تِلْكَ التَسلِيَة في قَلْـبِ الرَسُول صَلى اللـَّهُ

عَليهِ وآلِـهِ خَيراً مِنَ الذِي اقتَرَحُوهُ الكُفارَ على نَبيهِ مِن كِنوزٍ وَبَساتِينٍ وقصُورٍ

لِيَهبَ لَهُ جَناتٌ تَجْرى مِنْ تَحتِ أشْجارِها الأنْهار:: هذا ما أدخَرَهُ اللـَّه لِنَبيهِ مِنْ

عَطاءٍ كَريمٍ خُيـرٌ وَأبْقى مِـنَ الدُنيا الفانِيَـة: وَقالَ (تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَـعَلَ لَكَ

خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِـنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (الفرقان10)

ثـُمَ بَيَّنَ اللـَّهُ لِنَبيهِ مُحَمدٍ وَفتـَحَ باباً لِلتَنبيه عَـنْ قَبائِحِهِم فَوَضَعَ الظاهِـرُ مَوْضِع

المُضْمِر لِيُسَجِلَ عَلى أبي جَهْلٍ وَالنَضَر وَأمَيَة وَأصحابِهم بالظُلْمِ وَالعِدوانِ وَقالَ

(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(الفرقان:9)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10

فَضَّلَت الآيَـة أحداثاً تَتَجَدَد فِي القرآن يَوماً بَعدَ يَومٍ تَعرِضُ لَنا صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ

النَفس البَشَريَة حِينَ تـُريد الضَّلال وَتُعمى عَـنْ نـُور الهِدايَةِ فتَفتَح قَبائِحٌ لِلجَدَلِ

وَالنِقاشِ التافِـه في مَدِينَتِي الكَثيـرُ مِنهُم السُفهاءُ غَيـْرُ الشُـرفاءِ يَدَعُـونَ بأنَهُم

أهلُها بعِلـُومِ الدِين وَالشَريعَة: فضاقَ صَبْري على مَدى سَبْعُ سِنينٍ فَلَـنْ يَنتَهُوا

مِنْ تَعَرضِهِم لِي؟ فنَسَّبتَهُم بالجَهْل العَمَه لِمُقتَرحاتِهم النازِلَة بالتَهْوينِ مِنْ تَفاهَةِ

تَفكِيرهِم وَضُحالَةَ عقولِهم الطائِشَةِ بِتَهَجمِهِم عَليَّ بسُـوءِ أقاوِّيلِهم الفاسِدَة فَهُم

نِسخَةٌ مِـنْ جَهالَةِ قـُرَيش في تَهَكُمِهِم عَلى النَبِّي؟؟ لا يَدرِكُونَ قِيَمَة هـذا التَفسِير

وَحَقِيقَة هـذا التَكْريم الذِي أرادَهُ الله لَهُم وَلِغَيرِهِم, يَنكِرُونَ أنْ تَتَصِلَ حِكْمَةُ اللـَّهِ

التِي ألهَمَنِي إياها,, وَأخِيراً فَتَحاجُوا مَعِي بِعلَمائِهم وَفقهائِهِم بأنَهُم أوْلى تَقـَرُباً

بهـذا التَفسِير إذا طالَعتَهُم عَليهِ لِيَسْمَعُوا مِنهُم ما أقـُول بِصَحَتِهِ وخَطئِهِ لِتَطمَئِنَ

قلُوبِهِم أوْلى مِما يُصَدِقونَهُ بِكامِن عقولِهِم, فأبيْتُ أنْ لا أخْبرَ العُلَماءُ مِما طََلبُوا

مِني بِتَصدِيقِهِم لِي حَتى لا يُشْتَمُونَ بِسَبَبِي مِنْ هؤلاءِ الطََوائِشِ كَما شَتَمُوني,,

فتَيَقنوا سُوءاً كَيفَ ضَّرَبُوا بـِيَّ الأمْثال القَبيحَة فَضَّلوا مُعرضِينَ عَنْ الحَقِ الذِي

صادَقوهُ المَلايِّينَ مِنَ الناسِ, وَهذا لا يَخفِي عَلى المُتَعَلِمِ دِيناً إذا قارَنَ تَفاسِيرَنا

مِعَ مَنْ يَعتَقِد بِتَفسِيرهِ لِمَذهَبِ أهْل البَيْت: ومِنْ هُنا إنَنا لَنْ نَجعَلكُم وَراءَ أظهُرِنا

حَتى لا تَكُونُوا فِي حَرَجٍ شَديدٍ نَنقِلُ لَكُم أفضَل التفاسِير الشِيعِيَة خـُذوها مُقارَنَةً

بَيْنَ تَفاسِيرَنا وحَقِقوها بَينَ السَيد آيَـة الله العُظمى مَحَمد حسين الطَباطَبائي,,

(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ

فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا) (الفرقان:Cool

تَفسيرَهُ قال هذه حكاية ما طعنوا به في الرسول بعد ما حكى طعنهم في القرآن
بقوله وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه إلخ وتعبيرهم عنه صلى الله عليه
وآله بقولهم هذا الرسول مع تكذيبهم برسالته مبني على التهكم والاستهزاء
وقولهم ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق استفهام للتعجيب
والوجه فيه أن الوثنيين يرون أن البشر لايسوغ له الاتصال بالغيب وهو متعلق
الوجود بالمادة منغمر في ظلماتها ومتلوث بقذاراتها ولذا يتوسلون في التوجه
إلى اللاهوت بالملائكة فيعبدونهم ليشفعوا لهم عند الله ويقربوهم من الله زلفى
فالملائكة هم المقربون عند الله المتصلون بالغيب المتعينون للرسالة لو كانت
هناك رسالة، وليس للبشر شيء من ذلك.. ومن هـُنا يظهر معنى قولهم ما لهذا
الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. وأن المراد أن الرسالة لا تجامع أكل
الطعام والمشي في الأسواق لاكتساب المعاش فإنها اتصال غيبي لا يجامع
التعلقات المادية، وليست إلا من شئون الملائكة ولذا قالوا في غير موضع على
ما حكاه الله تعالى: لو شاء الله لأنزل ملائكة المؤمنون 24: أو ما في معناه..
ومن هنا يظهر أيضا أن قولهم لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيـراً تـنزل من
المشركين في الاقتراح أي كيف يكون هذا المدعي للرسالة رسولاً وهو يأكل
الطعام ويمشي في الأسواق: والرسول لا يكون إلا ملكاً منزهاً عن هذه الخصال
المادية. فإن تنزلنا وسلمنا رسالته وهو بشر فلينزل إليه ملك يكون معه نذيراً
ليتصل الإنذار وتبليغ الرسالة بالغيب بتوسط الملك.. وكذا قولهم: أو يلقى إليه
كنز تنزل عما قبله من الاقتراح أي إن لم ينزل إليه ملك واستقل بالرسالة وهو
بشر فليلق إليه من السماء كنز حتى يصرف منه في وجوه حوائجه المادية ولا
يكدح في الأسواق في اكتساب ما يعيش به، ونزول الكنز إليه أسهل من نزول
الملك إليه ليعينه في تبليغ الرسالة وكذا قولهم أو تكون له جنة يأكل منها تنزل
عما قبله في الاقتراح والمعنى: وإن لم يلق إليه كنز فليكن له جنة يأكل منها
ولا يحتج إلى كسب المعاش وهذا أسهل من إلقاء الكنز إلي..

(انتهى تَفسِير الطَباطبائي)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري  Clip_i10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ:من تفاسير العلامَة الشيخ الحجاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـــــــازل وحــي الله :: الاقسام الاسلامية :: منتدى المسائل الدينية-
انتقل الى: