منـــــــازل وحــي الله
أهلا وسهلا بك في منازل وحي الله
اتمنى لك قضاء وقت ممتع برفقتنا والافادة والاستفادة معنا
تفضل بالدخول اذا كنت مسجلاً معنا .. اما اذا لم تكن مسجلاً
بامكانك التسجيل والمشاركة معنا .. تحياتي ..
منـــــــازل وحــي الله
أهلا وسهلا بك في منازل وحي الله
اتمنى لك قضاء وقت ممتع برفقتنا والافادة والاستفادة معنا
تفضل بالدخول اذا كنت مسجلاً معنا .. اما اذا لم تكن مسجلاً
بامكانك التسجيل والمشاركة معنا .. تحياتي ..
منـــــــازل وحــي الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منـــــــازل وحــي الله

أهلا وسهلا بكـ يا {زائر} نتمنى تفيد وتستفيد معنا بمنتدى منازل وحي الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شيخ كريم الحجاري الرميثي
{{عضو جديد}}
{{عضو جديد}}
شيخ كريم الحجاري الرميثي


ذكر عدد المشاركات : 93
العمر : 68
الدولة : العراق
العمل/الترفيه : لسان الشيعة الناطق محقق ومفسر للقرآن الكريم
تاريخ التسجيل : 18/12/2008

هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Empty
مُساهمةموضوع: هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم   هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Icon_minitimeالجمعة يوليو 01, 2011 2:38 pm

هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Ouuoo_11
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم 0050

(سُورَة البَقرَة الجزء الأوَل مِنَ القُرآن)

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا

هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِـنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا

مِمَّا كَانَا فِيـهِ وَقـُلْنَا اهْبِطـُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَـدُوٌّ وَلَكُـمْ فِـي الْأَرْضِ مُسْتَقَـرٌّ

وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّـهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ

الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ

فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Clip_i10

(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ذِكْرُ الجَنَة مَعطُوفٌ عَلى قوْلِهِ تَعالى

(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا) أيْ بَعدَ أنْ أمَرْنا المَلائِكَة بالسِجُودِ

لآدَم (قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) هذِي ثانِي تَكْرُمَةٌ لآدَم بَعدَ إكْرامِ

السِجُودِ لَهُ أنْ يَدخُلَ الجَنَةَ بعَظَمَةِ الإِجْلال,,
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Clip_i10
مَهْما تَصادَقَتْ تِلكَ التَفاسِيرِ لَدى البَشَر
فَلابُـدَ أنْ يَأتِـيَّ الوَقـْتُ لِيَكْتَشِفَ الخَـطَأُ
فَلْيَعلَمَ الجَمِيع: بأنْ مّا وَرَدَت عَلى ذُهْنِي آيَـةً
مِنَ كِتابِ اللهِ إلاَّ وَقَـَد كُنتُ لَها مُفَسِراً وَناقِـداً
عمُوماً وَخَصُوصاً لِمَّنْ فـَسَّرَ القُرآنَ بَلاَّ دَلِيلٍ
أمّا بالخِصُوصِ لا يُعتَبَرُ طَعنُنا عَلى مَنْ فـَسَّّرَ
مِنْ عُلماءِ شِيعَتِنا بشَخْصِهِ الكَريم وَإنَما يُعتَبَرُ
إشارَةَ باصْطِلاحِ تَفسِـيرِهِ لِيَنْظََمَ مَعَ مَصادِقِي
مَذهَبِنا: وَأمّا العِمُوم هُوَ طَعـْنٌ مَحض لِمَنْ لَمْ
يَصْطَلِح لِغَـيْرِ مَذهَبِنا أقـصِدُ بِـهِ ( إياكِ أعنِي
وَاسْمَعِي يا جارَه) لِـذا أبَيِّنُ عَنْ ما أُدخِلَ فِي
أذهانِكُم وَآذانِكُم الكَثِيـرُِ مِـنْ كَـلامِ المُفَسِرٍينَ
وَالمُحَقِقِينَ تَوَهماً بتَفسِيرهِم الآيَة بِأنَ الجَنَةَ
التِي نَزَلَها آدَم هِـيَّ جَـنةُ المَأوى أوْ الخِلُود
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Clip_i10
وَفِي تَفسِيرِ المِيزان لِلطَباطَبائِي: وَمَّا قََـَد ذَكَـرَ عَلى إنَهُ اسْتَنَدَ عَلى عِدَةٍ مِنَ

الرواياتِ المَنقُولَةِ عَنْ أهْل البَيْت وَلَمْ يَتَطَرَق عَنها وَقالَ: أنَ جَنةَ آدَمُ كانَت

فِـي السَماءِ, وَإنَهُما نـَزَلا مِـنَ السَماءِ, عَلى أنَ المُسْتَأنِسَ بلِسانِ الرواياتِ

لايَسْتَوْحِش مِنْ كَوْنِ الجَنةَ المَذكُورَةَ فِي السَماءِ وَالهِبُـوط مِنها إلى الأرضِ

مَعَ كَوْنِهِما خَلْقاً فِي الأرض وَعاشا فِيها كَما وَرَدَ فِي كَوْن الجَنةِ فِي السَماءِ

وَوقوع سُؤال القـَبْر فِيهِ وَكَونَهُ رَوْضَةٌ مِنْ رياضِ الجَنةِ أوْ حفرَة مِنْ حفـَرِ

النارِ وَغيرُ ذلِك وَأرجُو أنْ يَرتَفِعَ هذا الإشْكالُ وَمّا يُشاكِلَهُ مِنَ الإشْكالاتِ..

ثـُمَ ذكَرَ ثانِيَةً فِي كَوْن جَنة آدَم مِنْ جَنانِ الدُنيا برواياتٍ أُخَر مِن طريقِ أهْلِ

البَيْت وَإنْ اتَـحِدَ بَعضُها مَعَ هـذِهِ الروايَة فِـي إبراهِيم بـن هاشِـم,,

وَالمُرادُ بكَوْنِها مِن جَـنانِ الدُنيا كَوْنُها بَرزخِيَة فِي مُقابلِ جَنان الخُلْد كَمّا يُشِير

إليهِ بَعض فقَرات الروايََة كَقولِهِ فهَبَط آدَم عَلى الصَفا وَنزَلت حَواء عَلى المَروَةِ هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Clip_i10

وَفِي تَفسِير القمِي، عَن أبيهِ رَفعَهُ قالَ: سَئَلَ الصادِق عَليهِ السَلامُ عَنْ جَنَةِ

آدَم أمِنْ جَنان الدُنيا كانَت أم مِنْ جَنانِ الآخِرَةِ؟ فقالَ عَليهِ السَلامُ كانَت مِنْ

جَنانِ الدُنيا تَطْلعُ فِيها الشَمْس وَالقمَر وَلَوْ كانَت مِن جَنانِ الآخِرَةِ ما خَرَجَ

مِنها أبَـداً,,
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Clip_i10

وَأقولُ أوَلاً: تَوجَد دَلائِـلٌ كَثِيرَةٌ قـُرآنِيَة تـُثَبتُ لَنّا بأنَ الجَـنَّةَ التَي سَكَنَها آدَم

هِيَّ غَـيْرُ جَنَّةِ الخُلْد,, لأَنَ جَـنَّةَ آدَمُ بِدَايَـة مَسِيرَتَهُ التِي هِيَّ مُقدَمَةٌ لأعمالِهِ

بمَراحِل حَياتِهِ وَحَياة ذُريَته بأعمالِهِم المُتعَلِقَةٌ بِه وَجَنَّة الخُلْد نَهايَتَهُ وَنِهايَة

مَسِيرَة ذُريَتَه التِي وَعَدَنا اللهُ إياها وَقالَ (قـُلْ) يا مُحَمد (أَذَلِكَ خَـيْرٌ أَمْ جَـنَّةُ

الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا)(الفرقان:15)

وَالدَليلُ العَينِي هُـوَ: إنَ اللـَّهَ عَـزَّ وَجَّل خلَّقَ آدَمُ أنْ يَكُونَ خَلِيفَتَهُ فِي أرضِهِ

لاّ لأجْلِ أنْ يَسْكِنُهُ جَنَةَ المَأوى أوْ الخلُود فَوَقَعَ الاسْمُ عَلى المُسَّمى فَسُمِيَّّت

بالخِلُودِ لأنَ مَنْ دَخَلَها خلَدَ فِيها: أيْ لَمْ يَخْرِجُ مِنها أبَداً ذلِكَ لِسَنَدِ قوْلِنا هُوَ

قوْلَه تَعالى إذ قالَ (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)

أمَّا التَحلِيلُ الثانِي: أقولُ كَيْفَ حَصَلَت تِلْكَ المَعصِيَة مِنْ آدَم فِي جَنةِ المَأوى

وَهِيَّ لَيْسَتُ بِدارٍ بَلاءٍ لِلمَعاصِي مّايَعتِرِيها الظُلْمُ وَالكِذب تَأثِيراً عَلى الإيمان

وَإنَما هِيَّ دارُ جَزاءٍ مَصُونَةٍ عَـنْ النَقصِ وَالإفراطِ لـَمْ يَخْتَرقُها أحَـدٌ بِغوايَةِ

مَنْ فِيها: وَإنَمَّا جُعِلَت لِلمُتَقِينَ الذِينَ وَعَدَهُم الله مِنْ حَيثُ (لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا

لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً)

وَأمَّا الدَلِيلُ الثالِث: لـَوْ إنَها كانَت جَـنةُ الخُلْد حَقِيقَةً التِي هِـيَّ فـَوْق السَماءِ

وَسَقفُها العَرْش لَّمّا قَََد مَنعَ اللهُ مِنْ ثِمارِها عَمَّا يَأكُلانِ مِنها آدَمُ وَحَواءُ كَمّا

وَرَدَ ذلِكَ بِقَولِهِ قرآناً (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ)(الواقعة:33) ثـُمَ قال (تِلْكَ

الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا)(مَريم: 63)

أمّا الدَلِيلُ الرابع لَيْسَ يَعنِي ذلِكَ الهِبُوط هبُوطاً مِنْ جَنَةِ السَماءِ إلى الأرضِ

الذِي أمْـرَ اللـَّهُ بِـهِ آدَمَ وحَواءَ وإبلِيسَ مَعَهُما كَمّا وَردَ ذلِكَ فِي قَوْلِـهِ تَعالى

(وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)*(أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثـُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)

(الأنبياء:105) وَفِي آيَـةٍ أخْـرى (قـُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُـمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّـهِ

خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البَقرة:94)

بَيانٌ؟؟ فلْيَعلَمَ المُفَسِرُونَ الذِينَ لاَ أسْتَطيعُ تَدَرُجَ أسمائَهُم هُنا لِكُثرَتِهِم بأنَنِي

لـَمْ أسْتَدِلُ بِجَنَةِ الخُلدِ كَمّا اسْتَدَليْتـُم تَأوِّلُها مِـنْ باطِـنِ القـُرآن وَاعتَبَرتِمُوها

هِيَّ الجَنَةً السَماوِّيَةً لآدَم بحِكايَـةِ إبلِيس التِي كَذَّبَ بِها لَّمّا أغـْوى آدَمَ وَقالَ

(هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ)

فَالقُرآنُ لاّ يُصادِق بَعضَهُ بِبَعضٍ مِثلُ هذِهِ الآيَـة وَإنَمّا يَتَناقَضُ مَعَها كَوْنَها

مِنْ قَوْلِ إبلِيس لآدَم بالكِذبِ,, وَالدَلِيلُ العَيْنِي المُصادَقُ عَليهِ قـُرآناً وَلِيُفسِرُ

بَعضَّهُ بِبَعضٍ هُـوَ نـَظِيرُ قوْلَـه تَعالى لِقـَوْلِ مُوسى حِـينَ قالَ لِبَنِي إسْرائِـيلَ

(اهْبِطـُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) (البقرَة:61)

فَـَدَلَ هبُوطُ آدَمَ وَحَواءَ هُوَ لَيْسَ المَقصَدُ بـِهِ هبُوطاً مِنْ السَماءِ إلى الأرضِ

بَـلْ هُوَ هبُوطٌ مِنْ أعالِي الأرض التِي تَحِيطُها تِلكَ الجَنَةِ إلى سَهْلِها كَما دَلَ

هبُوط بَنِي إسْرائِيلَ مِـنْ أعالِي الأرض إلى مُنخَفَضِها التِي لَهُم فِيها حَياتَهُم

الدارجَةُ الذَلِيلَّةُ حِينَ قالَ لَهُم مُوسى (اهْبِطُوا مِصْراً) عَمَّا طَلَّّبْتـُم (مِنْ بَقْلِهَا

وَقِثائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) بَدَلاً مِنَ (الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) اللَّذانُ أنزَلَهُما

اللهُ تَعالى بِرَحمَتِهِ وَجَعَلَهُما فِي مُرتَفَعاتِ الأرضِ مِنْ بلادِ الشام رزْقاً لَكُم,,

فَثبَتَ لَدَّينا عَنْ ورُودِ مَعنى جَوْهَر الآياتِ الأربَعَةِ المَذكُورَة عَلى أنَ وَصْفَ

مَكانُ الجَنةِ التِي سَكَنَها آدمُ وَحَواءُ ليْسَتُ بجَنةِ الخُلدِ التِي هِيَّ فَوْقَ السَماءِ

وَسَقفِها العَـرْش, وَإنَما هِيَّ مِـنْ جَناتِ الدُنـيا تأوَّيـلاً على الأصَحِ, إنَها مِـنَ

بَساتِين الدُنيا كَمِثلُها جَـناتُ البَرزَخ التِي تَأوِّي إليها أرواح المُؤمِنِينَ قَـَريباً

لِمَّا عُرفَ مِنْها غَيْبِياً بِمَّا أقَتَرَنَهُ القـُرآنَ وَالعَقل قَـَد صادَقَـَهُ بأنَ البَرزَخَ هُـوَ

إمَّا أنْ يَكُـونَ رَوضَةٌ مِـنْ رياضِ الجَـنَةِ السَماوِّيَةِ جُعِلَ لَبْـثاً لِلمُتَقِينَ كَمّا دَلَ

فِي هذِهِ الآيَة ذِكْرَهُ (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثـُونَ)(المُؤمِنُونَ100)

وَفِي آيَـةٍ أخْرى تـُمَعِنُ لَنا (قَالَ كَمْ لَبِثتُمْ فِي الْأَرْضِ عَـدَدَ سِنِينَ) (قَالُوا لَبِثنَا

يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(المُؤمِنُون113) وَإمّا أنْ يَكُونَ حفرَةٌ مِنْ حُفَرِ نارِ جَهَنَمَ

يُضايِقُ بِصاحِبهِ العَذاب إلى يَوْمِ النِشُورِ,,

وَتَعريفُ الجَـنَة: وَهِيَّ السِّـترُ لِتَكَاثفِ أشْجارِها وَتَظْلِيلِها بالتِفَافِ أغصانِها

وَسَُمِّيَت بالجَنَّةِ وَهـيَّ المَـرَّةُ الواحِـدَّة مِـنْ مَـصْدَرِ جَـنَّه جَـنّا إذا سَـتَرهُ هُـوَ

وَزوْجَتَهُ فكأنَّها لَهُم سترَةٌ واحِدةٌ لِشدَّةِ التِفَافِها وَإظْلالِها لِغَرضِ امتَحانِهُما

وَنَهْيِّهُما عَـن الشَجَرَةِ المُنْهيَّ عَنها حَتى أُكِلا مِنها فـَبَدَّأتْ لَهُما مَعصِيتَهُما

لِتَكُونَ دَرساً باللُغةِ لأوْلادِهِ بالحَذرِ مِنْ إبلِيسِ الذِي أخْرَجَ أبَويْهُما مِنْ الجَنةِ

وَجَنَةُ آدَم وَحَواء خَلَقَها اللـَّهُ لَهُما فِي أعالِي الأرضِ وَهِيَّ شامِلَةٌ لِلإمْتِحانِ

كَما اشْتَمَلَت الأرض بِاسْمِها الواقِعُ عَليْها بِدار البَلاء, ثمَ حُمِلَ الإهْباطُ عَلى

النَقلِ مِنها إلى مُنخَفَضِها ذلِكَ يَـدِلُ عَلى نَهْيِّهُما عَـنْ الشَجَرَةِ المُنْهِيَّ عَنها

فِي قَوْلِهِ تَعالى (وَلا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)

وََأقولُ لا يَتَّوَهَمَ أحَدَكُم بأنَ آدمَ وَحَواءَ صارا بقولِهِ تَعالى مِـنَ الظالِمِينَ فإنَ

وَعدَّ اللهُ لَهُمَّا الجَنَةَ وَقالَ (وَكُلا مِنْهَا رَغَداً) واسِعاً طَيِّباً (حَيْثُ شِئْتُمَا) العِذرُ

هُنا يَلْتَحِقُ فِي عَـدَمِ التًَناوِّلِ مِنْ تِلكَ الشَجَرَةِ المَنْهِي عَنها مِنْ بَـيْنَ الأشْجارِ

المُباحَةِ لِلحَصرِ (فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) يُفِيدُ فِيهِ وجُوب الاجْتِناب تَنبِّيهاً لَهُما

بِعَـدَمِ التَقـرُبِ لِهـذِهِ الشَجَـرَةَ التِـي تـُرِثُ مَـيْلاً مُحَـرَماً يُأخَـذ بمَجامِع القلْـب

وَيُلْهِيهُما عَنْ مُقتَضى العَقل وَالشَرَع فيَجْعَلَهُ سَبَباً لِلظُلْمِ بارتِكابِ المَعاصِي

التِي تَـعِدُ بنَقصِ الحَضِّ الذِي يَخـِلُ بالكَرامَةِ وَنَعِيمُها, فـَدَخَلت الفاءُ بِقَوْلِـهِ

(فَتَكُونَا) تـُفِيد السَبَبيَة سَواءٌ جُعِلَت لِلعَطْفِ عَلى النَهِي أوْ الجَواب لـَهُ عَلى

الإنذار تَجَنُباً عَنْ الظُلْم قَبْلَ وقُوعِهِ,,

وَأقول: لَيْسَ المَقصُود التَعَرف عَنْ عَيْنِ الشَجَرَةِ ما صِنفُها كَمَّا ذَكَرَها ابنُ

عَباس حِبْرُ الأمَة هِيَّ السنبُلَة أوْ الكَرَمَة وَقِيلَ إنَها شَجَرَةُ التِين أوْ العِلْم أوْ

الكافور هذا أوَلاً أمَّا الثانِي: أقوْل كَيْفَ سَمَحتُم لأقلامِكُم أنْ تُصَدِرَ مِثلُ هذِهِ

البِدَع: بأنَ إبلِيسَ أرادَ أنْ يَدخُلَ الجَنةُ لِيُوَسْوس لآدَم وَحَواء فمَنعَهُ الخَزَنةَ

فأتى الحَيَّة وَكانَت صَدِيقَةٌ لَهُ وَهِيَّ مِنْ أحسَنِ الدَوابِ لَها أربَعُ قَوائِمٍ كَقوائِم

البَعِير وَكانَت مِنْ خزَّّانِ الجَنةِ, فسَألَها أنْ تـُدخِلَهُ الجَنةَ فأدخَلَتهُ وَمَرَت بـِهِ

عَلى الخَزَنةِ وَهُم لا يَعلَمُونَ,,

فهذهِ الرواياتُ لا صِحَةَ لَها فِي الحَدِيثِ كَمَّا يَتَبَّنُ كِذبُها: فاسْتَمَرَت العَـداوَةُ

التِي بَيْنَ ذريَةِ آدَم وَالحَيَة إلى يَوْمِنا هذا كَمَّا قالَ ابْنِ عباس قالَ رَسُولُ اللهِ

صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ (مَنْ تَرَكَ الحَيات مَخافةً طلَبَهُنَ فلَيْسَ مِنا) أخْرَجَهُ أبُـو

داود عَنْ ابنِ مَسعُود قالَ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلهِ (اقتِلُوا الحَيات

كُلَهُن فمَنْ خافَ مِنْ ثَأرِهُنَ فلَيْسَ مِنِي) وَفِي روايةٍ ثالِثَةٍ (اقتِلُوا الكِبارَ كَلَّها

إلاَّ الجانَ الأبْيَض الذِي كَأنَهُ قضِيب فِضَةٍ)

وَبالجُمْلةِ: لا يَتَناقَضُ الفِعلان مِمّا حَصَلَ لآدَمِ بأنبائِهِ المَلائِكَة بالأسْماءِ كُلَها

هُوَ غَـيْرُ ما حَصَلَ بِمَعصِيَتِهِ فِي الجَنَةِ,, فأحَدُ الأمْرَينِ كانَ مُمْكِناً فِي غِوايَةِ

إبلِيس لآدَمٍ هُـوَ مُتَعَلِقٌ بإبائِهِ عَلى اللـَّهِ فِي عَدَمِ سِجُودِهِ لآدَمٍ ومَقدَرَتِهِ عَلى

إغوائِهِ ذلِكَ لِيَشْمِلَ قِسْم عِلْـم الغَيْب الواقِعُ فِي العالَمِ السَماوِّي قـَبْلَ وقُوعِهِ

فِي العالَمِ الأرضِي بأنَ هُـناكَ أمْـراً مَكْتـُوماً بصِدُورِ المَلائِكَةِ بخِصُوصِ آدَم

وَجَعل خِلافَتَهُ فِي الأرض حِينَ قالَ لَهُم اللهُ تَعالى (إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ

وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تـُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)

وَمِنْ ثـَمَةٍ أُخْرى بَعـدَ أخْرى أقُول؟؟ سُبْحانَ مَـنْ جَّـلَ العَقلَ بِمَداركِ الأشْياءِ

وَأبْصَرَها,, وَلـَقد صَرَحَ المُفسِرُونَ: بأنَ إبلِيسَ مِنْ المَلائِكَةِ لِكَوْنـَهُ مُغايِِّـراً

لِجِنسِها وَلاسْتِتارهِ عَنْ العِيُونِ وَلِعَدَمِ سِجُودِهِ لآدَم مَعَهُم يَحسَبُونَ بِظَنِهِم أن

هَناكَ تِكْراراً فِي الآياتِ القُرآنِيَةِ قَََد يَتَكَرَر عَرضُها فِي سُوَرٍ شَتى فَيَسْتَنِدُونَ

عَليْها إنَها واحِدَةُ المَعنى,,

وَلكِن أقولُ لَكُم أليْسَ النَظْرَةُ الفاحِصَة تُؤَكِد أنَهُ مَّا مِنْ آيَـةٍ أو قِصَةٍ تَكَرَرَت

فِي القـُرآنِ إلاَّ وَلَها مَعنى آخَـرٌ يَظْهَرُ لـَنا مِنْ ناحِيَةِ القـَدر أوْ الإعجاز الذِي

يُساق عَلى مُسْتَوى طَريقَةِ الأَداءِ فِي سِـياقِ السُورَةِ لِلآيَـةِ بِمَعناها الجَدِيـد

التِي لا تَتناقَض مَعَ آيَةٍ أخْرى بِنفْسِ السِياقِ وَلِهذا قََد تَوَهَمَ المُفسِرُون لِعدَمِ

إدراكِهِم لِلمُتَشابَهِ أوْ المُحكَم مِنَ الآياتِ المُتَكَرِرَةِ المَذكُورَةِ فِي تَفسِيرِنا هذا

لـَوْ أنَهُم يُـدرِكُونَ اسْتعراضُ مَـوْكِب الحَياة فِي القـُرآنِ الكَريم لَوَجَدُوه عَلى

طَبيعَةِ الأرض فِي مَعرَضِ آلاءِ اللهِ عَلى الناسِ فِي قِصَةِ اسْتِخْلافِ آدَم فِيها

وَمَنْحَهُ الأبُوةَ بمَقالِيدِها عَلى عَهْـدٍ مِنَ اللـَّهِ وَشَرطَهُ بإعطائِهِ الأسْماءَ كُلَها

التِي يُعالج بها الخِلافَةَ التِي عَزَلَ اللهُ بٍِها اسْتِخْلافُ بَنِي إسْرائِيلَ فِي الأرض

بعَهْدٍ مِنهُ بتَسْليمِ مَقالِيدِ الخِلافَةِ لأئِمَةِ المُسْلِمِينَ الإثنى عَشـر عَليهِم السَلام

وَأقول لَقد ذُيِّلَ اللهُ عَن إبْليس وَقال (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)(الكَهف:50)

فـَدَلَ عَلى إنـَهُ لَـمْ يَكُـن مِـنْ جِنـْسِ المَلائِكَةِ, وَلاّ طاووساً عَليْهِم لاعتِراضِهِ

(قَالَ أَنَا خَـيْرٌ) مِـنْ آدَم (خَلَقْتَنِي مِـنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (الأعراف:12)

وَلكِن الجِنُ يُطْلَق عَلى المَلَك لاسْتِتارهِ عَنِ العِيُون وَالدَليلُ الأوْلُ يُحمَل عَلى

صِحَةِ الآيَة بأنَ إبلِيسَ لـَهُ ذريَةً لِكَونَهُ يَحصَل مِنَ الذَكَـرِ وَالأنثى ذلِكَ لِقَوْلِهِ

تَعالى (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي)(الكَهف:50) وَالمَلائِكَةُ لا ذُريَةًَ

لَها لأنَها تَحصَل مِـنَ الذَكَـرِ وَالأنثى,, وَبالتَحقِيقِ لاَّ إناث فِيهُم لِقوْلِـهِ تَعالى

(وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا)(الزخرف:19)

لِقَوْلِ النَبِّي صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ قالَ: خُلِقَت المَلائِكَةُ مِنْ نـُورٍ (وَخَلَقَ الْجَانَّ

مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)(الرَحمن:15)

وَقالَت طائِفةٌ مِنَ المُفسِرينَ؟؟ إنَ إبلِيسَ لـَمْ يَدخُلَ الجَنةَ بَعـدَ أنْ أُخْرِجَ مِنها

وَإنَما أغْوى آدَم بشَيْطانِهِ وَسُلْطَانِهِ وَوَسواسِهِ الذِي أعطاهُ الله تَعالى لَهُ كَما

قالَ النبيُّ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ (إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِن ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ)

وَأقُولُ لَقََد تَوَهَمَ المُفَسِرُونَ فِي عِدَةِ حالاتٍ فِي تَفسِيرِ قِصَة آدَم:: وَالجَوابُ

عِندَنا فَكانَ فِعلُ إغواء إبلِيس لآدَم فِيهِ قَسَّمٌ ظاهِرٌ مِنهُ فدَلَ عَلى أنَهُ قََد دَخَلَ

الجَنَةَ مُمْتَثِلاً أمامَهُ لاّ كَفِعلِ الوَسْوَسَةِ التِي لا نـَراهُ بِها لِتَجْري فِـي عرُوقِنا

كَمَجْرى الدَّمِ,, فلَّما أهْبَطَ اللهُ آدمَ مِنَ الجَنَةِ إلى الأرض اسْتَوْحَشَ مِنها وَمَّا

فِيها مِنْ مَخلُوقاتٍ فشَكِيَّ أمْرَهُ إلى اللهِ وَسَألهُ أنْ يُأذَنَ لَهُ بِجُبرائِيل فَأذنَ لَهُ

فهَبَطَ عَليهِ فوَجَدَهُ جالِساً فِي حُفرَةٍ مِنَ أوْدِيَةِ الأرضِ حَزيناً عَلى نَفسِهِ فلَّمّا

رآهُ آدَم وَضَعَ يَدَهُ عَلى رَأسِهِ وَبَكى لِذنبِهِ, فقالَ المَلَكُ يا آدَمُ ما أراكَ إلاّّ وَقَد

عَصَّيْتَ الله فَهذا مَا حَمَلْتَهُ عَلى نَفسِكَ مالاّ تُطِيق فَلا تَأسَف فَلَوْلاّ عصيانُكَ

لَمْ يَجْعَلَ اللهُ تَعالى المَغفِرَةَ لَكَ وَلأولادِك, أتَدري مّا قالَ لَنا اللـَّهُ فِيكَ فرَدَدنا

عَلَيهِ: فَقالَ (إِنِّي جَاعِـلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) فَقِمْنا بـِرَدِ القَوْلِ لِعَـدَمِ مَعرِفـَتِنا

بِقَدرِك وَقُلْنا (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ

وَنُقَدِّسُ لَكَ) (البَقرَة:30)

فسَألَ جُبْرائِيلُ آدَمَ وَقالَ: أليْسَ اللهُ تَعالى خَلقَكَ بـِيَدِهِ, وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ

وَأسْجَدَ لَكَ المَلائِكَة جَمِيعاً, وَزَوَجَكَ حَواء, وَأسْكنَكَ الجَنة, وَأباحَها لَكَ فِي

ثَمَرِها, وَنَهاكَ أنْ لاّ تَأكُلَ مِنْ تِلكَ الشجَرَةِ فأكَلْتَ مِنها, وَعَصَيْتَ رَبُكَ الذِي

أمَرَكَ وَنَهاكَ كَما وَردَ فِي قوْلِهِ تَعالى عَنكَ: وَقال (وَعَصَى آدَمُ رَبَّـهُ فَغَوَى)

وَبالتالِي أقُول: فلْيَنتَبِهَ المُفَسِرُونَ بأنَ حُكُمَ المَعصِيَةُ قَـَد أسْتُأنِفَ بِحُكْمِ عِلْمِ

الغَيْب بآيَةٍ أخْرى أسْتَشْهِدُ بِها مِنْ باطِنِ القُرآنَِ بأنَ اللَّهَ تَعالى قَََََد أخْبَرَ آدَم

بعُذرِهِ عَـنْ مَعصِيَتِهِ وَقال (وَلَقـَدْ عَهِدْنَا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَـمْ نَجِدْ لَـهُ

عَزْماً)(طه 115) أيْ: لَمْ يَجِدُ اللهَ تَعالى عَلى آدَم مُخالَفَةً فِي قَلْبهِ يَعزَمُ بٍِها

بِعصْيانِهِ بَعدَ أنْ نَسِيَّ,, هذِهِ الآيَةُ هِيَّ أكْثرُ دَلالَةً تـُبَرِرُ عِصيانُ آدَم لِوقُوعِ

النِسْيان فِيه لِكَوْنَهُ اغتَرا بِقَسَّمِ إِبلِيس لاَّ بِعداوَّتِهِ لـَهُ, فصَدَقَهُ آدَم وَأكَلَ مِنَ

الشَجَرَةِ المُنْهِيَّ عَنها وَمَّا عَهَـدَ اللـَّهُ إِلَيهِ مِنْ ذلِكَ بقوْلِهِ بالحَذرِ مِنْهُ: وَقالَ

(إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ) (طه: 117)

فرَدَ آدمُ عَلى جُبرائِيِلَ وَقال ألَيْسَ عِزازيلُ المُسَّمى بإبلِيس هُوَ مِنْ صِفُوفِ

المَلائِكَةِ المُقَرَبينَ قَـَد حَلَّـفَ لِي باللـَّهِ العَزيـزُ إنـَهُ ناصِحٌ لِي أنْ لا يَضُـرَنِي

عِصيانٌ وَقالَ (يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى)(طه:120)

فَمَّا ظَننْتُ أنَ هُناكَ أحَـدٌ مِنكُـم أوْ مَعَكُـم يُقسِـمُ لِـي باللـَّهِ كاذِبـاً وَهُـوَ يُسَبـِحُ

وَيُقِدِسُ اللهَ تَعالى, فَدَنوْتُ مِنْ تِلْكَ الشَجَرَةِ وَأَكَلْتُ مِنْها لأُخْلِدَ فِي الجَنَةِ كَمَّا

وَرَدَ ذلِكَ فِي قوْلِهِ (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)(الأعراف:21)

فَإنَ مَعنى تَعريف القَّسْمُ الذِي قسُّمَ إبلِيسُ بهِ لأدَم وقـُدِّرَ لَهُ مِنْ غَيرِ عِصيانٍ

هُوَ إسْتِفعالٌ مِنهُ سَواءٌ قَسَّمَ أوْ لاّ يَقسِمُ باللـَّهِ غايَتَهُ غُوايَةَ آدَم وَحَواء حِينَ

قالَ لَهُما أرأيْتُما هِذهِ الشَجَرَةَ التِي كانَ اللهُ قَـَدْ حَرَمَها عَليْكُما: فاليَوْمُ أحَلَّها

اللـَّهُ لَكُما بَعـدَ تَحريمِها دَلالـَةً لِنَجاحِكُما عَلى صُـدقِ طاعَتِكُما, فأباحَها لَكُما

وَأنتُما لا تَعلِمانِ بِأنَها شَجَرَةُ الخُلـدِ, فـَإنَ مِـنْ أُكُلِـها إفادَةُ الخُلـدِ فِي الجَنـةِ

فألتَمَسَ آدمُ وَحَواءُ مِنْ إبلِيسَ القَسَمُ فَصَدَقُوهُ عَمَّا كانَ بَينَهُ وَبَيْنَ المَلائِكةِ

مّا أمْسَكُـوا مِنـهُ لأنفـُسِهم نَصِيباً يَسْتأثِـروا بـهِ عَليهِم مِـنْ قَسَّـمٍ وَهُـوَ مِـنَ

الناصِحِينَ: فَكَذبَ إبلِيسُ عَلى آدَم وَحَواء كَما وَردَ فِي قَولِهِ تَعالى (فَأَزَلَّهُمَا

الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيـهِ) بَـلْ: أذهَبَهُما وَأبعَدَهُما عَـنْ الجَنـةِ

بِكْذبِهِ وَمَواعِيدِ بهْتانِهِ بِمَقاسَّمَتِهِ إنَهُ لَهُما مِنَ الناصِحِينَ ذلِكَ لإزالَتِهِما وَهُوَ

الإزلاقُ مِـنْ جَنَتِهِم, وَالزَلَلُ أصلُهُ مِـنَ الزَّلِيلِ وَهُـوَ انتِقالُ الجِسْم مِـنْ مَكانٍ

إلى مَكانٍ,فاسْتُعِيرَ لانتِقالِ النِّعمَةِ مِنَ المُنْعِمِ إلى المُنَّعِمِ عَليهِ يُقال زَلَّتْ مِنهُ

إلى فُلانٍ نِعمَةً وَأزاَلَّها إليهِ,, فأَزَلَّ الشَيطانُ آدمَ وَحَـواءَ فلَحَقَهُما بالعاصِينَ

أيْ حَمَلَّهُما عَلى الزَّلَلِ وَهُوَ الخَطَأُ يُعتَبَرُ دَرساً لا مَعصِيَةً,,

فَعصْيانُ آدَم هُوَ لَيْسَ كَعصْيانِ الفاعِل الأثِيم حِينَ سَألَهُ جُبرائِيل, وَالدَلِيلُ؟؟

أنَ هبُوطَ آدمُ وَحَواءُ هُوَ أمْرٌ تَكْوِّينِيٌّ مُخَطَطٌ بِعِلْمِهِ تَعالى تابِِعٌ لإقتِرابِهِما مِنَ

الشَجرَةِ لِتَنفيذِ إرادَّتِهِ تَعالى أنْ يُبَلِغَ الخَلْقُ فِي مَتابَتِهِ إنَهُ هُوَ التَوابُ الرَحِيمُ

لِيَنتَفِعَ بِها العاصِي إذا عَصى, وَالمُذنِبُ إذا أذنَّبَ, فَلَوْلاّ حَدُوث تِلكَ التَوبَةِ

عَلى آدَم لَّما أتابَ اللهُ عَلى عِبادِهِ فِي الدُنيا قَبْلَ وقـُوعِ مَغفِرَتِهِ فِي الآخِرَةِ,,

لِذا أقول: أنَ أكْـثرَ المُفَسِرُونَ قََـَد اسْتَندُوا تَوَّهُماً بأقلامِهِم عَلى اعتِرافِ آدَمَ

وَحَواءَ بِارتِكابِهِما المَعصِيَة التِي أخرَجَتهُما مِنَ الجَنَةِ بِظاهِـر المَعنى لِهـذِهِ

الآيَة (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

(الأعراف:23)

لذا أقول: الظُلْمُ لاّ يَجُوز إطْلاقَهُ على أنبياءِ اللهِ تَعالى وَلاَّ الأئِمَةَ المَعصُومِينَ

وَيَجُوز عَـنْ الظُلْمِ حَمْلَهُ أنْ يُقال ظالِمٌ لِنفسِهِ إذا بَخَسَها الثَوابُ كَقوْلِهِ تَعالى

فِي حِكايَةِ يُونِس: قالَ (سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ)(الأنبياء:87) يَعنِي

بَخَسَ يُونس عَلى نَفسِهِ الثوابَ بتَركِ المَندُوبِ إليهِ لاّ عَلَيْه,,

فَيُطْلَقُ الظُلْم هُنا عَلى المَعنى الأوْل هُـوَ لَيْـسَ مِـنْ أسْبابِ المَعصِيَةِ فِـي آدَم

وَحَـواء لِتَقربِهُما مِـنَ تِلكَ الشَجَرَةِ المَنهِيَّ عَنهاْ, وَإنَما أظَهَـرَهُ آدَم وَحَـواء

بأنفُسِهِما لِلدُعاءِ مِنْ شَرِّ وَبالِ الذِي جَرى عَليْهُما مِنْ تَعبِ الحَياةِ الدُنيا مِنْ

جَوْع وَعَطَشٍ وَعَراءٍ وَعَناءٍ التِي سَبَبَت لَهُما اقتَرانُ الظِلْم بِأنفُسِهِما حَسَرَة

ذلِكَ لِفارِقٍ لِكَوْنِهُما أُخْرِجا مِـنَ الجَـنَةِ بَعـدَ لـَذةٍِ مِـنْ نَعِيمِها لاّ بمَعنى الحِمْلِ

عَلى المَعصِيَةِ مِمّا (ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا)

(وَقُلْنَا اهْبِطـُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَـدُوٌّ) تِأكِيداً لِمَعنى الآيَـة (36) لِتَنفِيذِ الأمْـر

الإلهِي بالهِبُوطِ لِيَتـُمَ الصِراعُ بَـينَ الإنسانِ وََالشَيطانِ وَهُـوَ أوَلُ شَـرطٍ فِـي

شِرُوعِ الدِينِ لآدَم وَذُريَته لِتَحقِيقِ أوامِرِ العِبودِيَةِ فِي حَياةٍ أرضيةٍ بِمُعتَقدِها

بَعدَ هُـدى اللـَّه لَهُم لِتَصْبَحَ عبُودِيَةً سَماوِّيَـةً بِمَنهَجِها التِي تَوَسَّطتهُ التَوبَـةَ

بأمْـرِ الهبُوطِ عَلى الهُدى لِتَكتَمِلَ دَورَةُ الأرضِ مِـنْ سُكانِها بالمَوْتِ وَالحَياةِ

وَالبَلاءِ النازلُ مِنها حَتى قالَ اللهُ (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا

خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُونَ) فِي أسْمائِهِ تَعالى الهَادِي هُوَ الذَي بَصَّرَ عِبَادَهُ

وعَرَّفَهُم طَريقَ مَعْرِفَتِه حتَّى أقّرُّوا بِرُبُوبيَّتِه، وَهَدى كُلَّ مَخْلُوقٍ إلى ما لا بُدَّ

لهُ مِنهُ فِي بقائِهِ وَدَوامِ وجُودِهِ,,

فَصارَ الشَيْطانُ لَهُما وَلأولادِهِما عَـدِّواً: أيْ حُزْناً ظاهِراً كَما جاءَ نا فِي نَظِير

قولِهِ تَعالى وَقال (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَـدُوٌّ مُبِينٌ)(يوسف:5) أيْ: واضِحٌ

فِي عَدْواه كَمّا يُقال وَغرابُ البَيْن هُـوَ الأبْقَعُ (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ) تَزاحُمٍ دُونَ

تَراحُمٍ (مُسْتَقَرٌّ) فِي دارِ البَوارِ التي فِيها التَعَبُ وَالعَناءُ, وَهِيَّ الحَياةُ الفانِيَة

يَتبَعُها (وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) المَتاعُ: كُلُّ ما يُنتَفَع بـهِ مِـنْ عرُوضِ الدُنيا قَلِيلُها

وَكثِيرُها وَلكِنهُ (إِلَى حِينٍ) قَصِيرٍٍ وَهُوَ اليَوْمُ المَوْعُود بالمَوْتِ الذِي لاّمَناصاً

لِحَرَكَةٍ يَتَهَيَأَ بِها الإنسانُ وَلاّ فِراراً مِنهُ,,

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ) هِيًّ المُسَّمَياتِ التِي خَفيَّت مَدلُولَها عَلى المَلائِكةِ

حِينَ جَعَلَ اللـَّهُ على عَرشِهِ مِـنَ اللَّوْحِ العَظِيمِ مِـن ذريَـةِ آدَم أنبياءٌ مُكَرَمِينَ

وَعِباداً صالِحِينَ وَخِتامُ دِينٍ مُحَمدِي وَعترَةُ بَيتٍ خُلَفاءِ أرضٍ مَهدِيِّينَ فنادى

اللـَّهُ عَبْدَهُ آدَم مِنْ وَراءِ الحجُبِ وَقالَ: أرفـَع رَأسُكَ يا آدَمُ وَانظـُر إلى سـاقِِ

عَرشِِ ربِِّكَ فوَجَدَ عليهِ لَوْحٌ مَكْتُوبٌ بأساطِيرٍ مِنْ نُورٍ: بسْمِ اللـَّهِ, لاّ إلـهَ إلاّ

الله, مُحمَدٌ رسُولُ اللهِ, عليٌ حجَّةُ اللهِ, فاطِمَةٌ سَيدَةِ نِساءِ العالَمِين, الحَسنُ

والحُسَين سَيِّدا شَباب أهْل الجَنة فقالَ رَبي فَمَنْ هؤلاء, قالَ مِنْ ذريتِكَ وَهُم

أشْرَفُ خَلْقِي فِي البَريَةِ بِهم أعاقِبُ وَبهم أُثِيب, فقالَ اللَّهُمَ رَبِّي بحَقِ هؤلاءِ

إلاّ وَغفَرْتَ لِزَلَتِي (فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(البقرة:37)

التَّوْبَةُ الرِجُوع عَنْ الذنبِ, وَالتَوابُ هُوَ اللهُ الذِي تابَ عَلى عَبدِهِ وَوَفقَهُ لَها

وَهُـوَ الرَحمنُ الرَحِيمُ وَهُـما اسْمانِ مُشْتَقَّانِ مِـنَ الرَّحْمَةِ فاسْتَتابَـهُ اللـَّه أيْ

هَداهُ أنْ يَتُوبَ,, (واللهُ العالِمُ) انتَهى تَفسِيرُ العَلامَة الشَيخُ ألحَجاري
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم Clip_i10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل أيقنُوا أهالي الرميثة بتفسير الشيخ الحجاري بجنة آدم أم لا: نُريد جوابكُم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـــــــازل وحــي الله :: الاقسام الاسلامية :: منتدى المسائل الدينية-
انتقل الى: