هل أنت راضي عن رمضان الفائت ؟؟؟
موضوعي اليوم بمشيئة الله.. حديث القلوب المشتاقة والنفوس الظمأى والأرواح المتلهفة.. حديث عن ضيف كريم ننتظره من العام إلى العام إنه شهر رمضان المعظم، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، شهر السعادة الحقيقية التي يشعر بها المسلمون في بقاع الأرض جميعاً، تتحرر قلوبهم شهراً كاملاً تحلق في آفاق بلا حدود.. شريط ذكريات.... أرى القلب متحفزاً.. يسأل النفس قائلاً: هل أنت راضية عما فعلته في رمضان الماضي؟ وهنا أجد النفس ترفع شعار «الصمت هو النجاة».!!
بأي حال نستقبلك يا رمضان؟ سؤال تتسابق فيه الهمم العالية والنفوس العظيمة... سؤال يحتاج لإعادة ترتيب البيت من الداخل!!
هيا.. أحسن استغلال الفرص واهتم بقلبك وفتش عن نواياك التي تحددها أهدافك.
من أي صنف أنت؟
والناس أصناف أربعة أمام هذا الشهر الكريم..
- الصنف الأول: حديث الهداية وهذا أول رمضان بعد التدين.
ونصيحتي لهذا الصنف أن يلتهم هذا المقال ويعيه جيداً وينفذ ما به من تعليمات قدر المستطاع وليعلم هذا الصنف أن الأجر على قدر المشقة.
- الصنف الثاني: متدين منذ سنة أو سنتين أو ثلاثة.
والأصل في هذا الصنف أنه أصبح أكثر نضجاً وأداءً يزداد باستمرار.. وإني أرجو هذا الصنف ألا يخيب ظني فيه وليعلم أن الوصول إلى القمة ليس أمراً صعباً إنما الثبات على القمة والحفاظ عليها هو الصعب ذاته.
- الصنف الثالث: متدين منذ عشرات السنين.
هناك شكوى من هذا الصنف.. فلقد أصبح ديدنه الفتور وتحولت عنده العبادات إلى عادات، نصيحتي لهذا الصنف نصيحة غالية ألا وهي: تعامل مع رمضان كأول سنة هداية.. هيا جدد نيتك وحينها ستجد لرمضان في حياتك بصمة لا تمحى.
- الصنف الرابع: غير متدين.
ولهذا الصنف في قلبي همسة وكلمتان:
همسة... تخبره بأننا نحبه ونتمنى له الخير كل الخير وندعو الله له بأن يرده إلى دينه رداً جميلاً ويحبب إليه الإيمان ويزينه في قلبه.
وكلمة.... عنوانها «نقلة» فربما يكون هذا الشهر نقلة عظيمة في حياته.
وكلمة.... عنوانها « ثقة» ثقوا في أنفسكم... فأنتم لستم بأقل ممن يبكي من خشية الله.... أنتم لستم أقل ممن يحبون الله.
أحبتي الكرام.... من أي صنف أنتم؟ حددوا من الآن.. فمازالت أمامكم الفرصة واعلموا أن أسرع طرق الوصول للغاية المرجوة الصدق مع النفس.. هيا ماذا تنتظرون؟!
وأنا من هؤلاء....!!
أناس كثيرون كان بداية تدينهم في رمضان.. الكثير والكثير كان رمضان في حياتهم محطة رئيسية انطلقوا منها إلى التدين وإلى حب الله.. وأنا وحده من هؤلاء... ومن هذا الإنسان الذي لا يتأثر وهو في أوقات ليست من أوقات الدنيا....؟! أوقات يتشابه فيها الإنسان الأرضي بملائكة السماء.. جو إيماني عظيم يتناثر شذاه على كل المخلوقات...
أين الهمة العالية التي تتقازم دونها الجبال؟ أين هذا الإنسان الذي اتضح له قيمة هذا الشهر فأعطي لقلبه الفرصة فنطق اللسان معبراً:
«أنا لها... أنا لها».
لا يأتي البيان بأوجز ولا أكمل
من لفظها....!!