علي الروازق {{ عضو نشيط }}
عدد المشاركات : 213 العمر : 53 الدولة : العراق العمل/الترفيه : القراءه تاريخ التسجيل : 30/06/2008
بطاقة الشخصية الوطن:
| موضوع: اخلاقنا السياسية -الموضوع الثاني الأحد مارس 01, 2009 3:29 pm | |
| اخلاقنا السياسية لا يخفى عليك عزيز القارئ الكريم الدور الذي اضطلعت به السياسة في العالم ومدى تأثيرها في تغيير الخارطة السياسية والجغرافية حتى ان البلدان التي تخلو من السياسيين تخلو من الاستقرار الامني والاقتصادي. والسياسيون على نحوين، نحو سياسي لنفسه وآخر سياسي لعقيدته ووطنه وشعبه، ولا يخفى ان الاول ليس هو السياسي كما يريده الاسلام. الاسلام يريد من السياسي ان يعطي الاولوية القصوى لمصالح شعبه ورسالته ثم بعد ذلك يفكر في مصالح نفسه وحزبه. فما احوج مجتمعناتنا الاسلامية الى هذا النموذج ممّن جعلوا قضيتهم نصب اعينهم وتوكلوا على الله وبذلوا من اجله كل غال ونفيس عزيزي القارئ الكريم هذا الكتاب الذي بين يديك هو من مؤلفات المفكر الاسلامي السيد صدرالدين القبانجي (دامت بركاته) احد رجال الفكر والحوزة العلمية والذي تحمل مسؤوليته في الشأن السياسي وانطلاقا من مقولة الامام علي (ع): (اما والله لو لا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما فرض الله على العلماء ان لا يقوّد على كضة ظالم ولا شعب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها
الالتزام بالاحكام الاسلامية
الموقف بشكل عام
إنّ من أهمّ الخصائص الأخلاقية للعاملين في (خطّ الولاية الشرعية) ومنهج حزب الله هو الالتزام بالآداب الإسلامية والحدود الشرعية العامّة أثناء ممارسة عملهم السياسي، ذلك أنّ العامل للإسلام وباتجاه اهدافه المحددة قد يندفع نحو تحقيق تلك الأهداف ويغفل او يهمل ما هي الحدود الشرعية الموضوعة له في العمل وما هي الآداب الإسلامية المرسومة له في الطريق نحو تلك الأهداف.
إنّ العامل للإسلام قد يجذبه شوق العمل، ويدفعه عشق الهدف الى تجاوز الحدود الشرعية والأخلاق الإسلامية، ويؤثر هواه الشخصي في تحقيق بعض المصالح الدينية على حدود الله بحسبان أنّ الأهداف هي الأهم، وأنّ المصلحة الدينية يجب ان نندفع نحو تحقيقها حتى اذا اقتضى الأمر تجاوز الآداب الإسلامية المرسومة في أصل الشريعة.
وهنا تأتي مسألة (الغاية تبرّر الوسيلة)[1] وهي المسألة التي عالجها الإسلام بشكل دقيق وعادل، بينما اخفقت الديمقراطية الحديثة في معالجتها.
إن منهج اتباع الولاية، وخط المرجعية الدينية هو الالتزام بالاحكام الشرعية في الاداء وعدم تجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة في الشريعة فهو يهتم بالاهداف ويرى تحقيقها من خلال الوسيلة الشرعية الصحيحة.
فما هو حرام في الشريعة لا يجوز استباحته بحجة تحقيق بعض المصالح الإسلامية الا ضمن الحدود التي وضعها الشارع المقدس لذلك وهذا من الموارد التي نحتاج فيها إلى المجتهد الجامع للشرائط.
بعض المفردات الأخلاقية:
وهنا لا نريد ان نستعرض ما هي الأخلاق الاسلامية العامّة، وما هي حدود الشريعة فان كتب الأخلاق والفقه قد استوعبت ذلك.
ولكن قد يناسب هنا الإشارة الى مدى تأكيد الائمة الأطهار(ع) على هذه الخصوصية في واحدة من المفردات التي قد يتورّط بعض العاملين للإسلام فيها بعيداً عن التوصيات الإسلامية المؤكدة.
وهي مفردة (السَبّ) التي قد يحسب بعض العاملين للإسلام أنها طريق لاسقاط الآخرين من أعين الناس والتغلب عليهم، فبدلاً من اعتماد طريق البرهان والنقد العلمي يلجأ الى اسلوب السبّ والطعن بشخصية الآخر وهذا هو ما نهت عنه الشريعة واعتبره اهل البيت(ع) خارجاً عن صفة المؤمن.
العدالة هي الخطّ العام:
ولقد كانت تأكيدات القرآن الكريم واضحة في هذه النقطة بالذّات، ربما لأنها موضع ابتلاء العاملين فأراد أن يحذرهم من التورّط فيها.
يقول الله تعالى في صفات المؤمنين: ) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(،ويقول تعالى في صفات عباد الرحمن: ) وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً([2].
وحتى في التعامل مع العدو، فإنّ القرآن الكريم دعا لإجتناب الظلم وعدم الانجرار بجواذب الإنفعالات النفسية، وطغيان حالة الانتقام.
قال تعالى: ) وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ[3]( .
كما دعا القرآن لالتزام العدالة في المنطق، وفي الموقف مع الصديق أيضاً بعيداً عن المحاباة ونسيان المبادئ والقيم واصول الاخلاق الإسلامية فقال تعالى: ) اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[4](.
وهكذا تكون التقوى المتمثلة بالتزام حدود الله، وآداب الشريعة وأخلاق الإسلام هي منهج التعامل مع الصديق والعدو، ومع القريب والبعيد، وفي الاهداف الشخصية او الاهداف الدينية، فالسلوك يجب ان يخضع في كل حالاته للآداب الاسلامية، والعامل للإسلام هو اولى من غيره بالتزام تلك الآداب والتقيد بتلك الحدود.
فلا يمكن له ان يكذب، او يستغيب، او يفتري، او يسب، او يحسد، او ينتقم، او يبهت الآخرين بحجة خدمة المصالح الدينية.
[1] ) لمزيد من الاطلاع راجع هذا الموضوع في القسم الثاني من كتابنا المذهب السياسي في الإسلام.
[2] ) سورة الفرقان : 63
[3] ) سورة المائدة: 2
[4] ) سورة المائدة: 8
| |
|
عاشق العباس :: المدير العام ::
عدد المشاركات : 361 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 08/04/2008
بطاقة الشخصية الوطن:
| موضوع: رد: اخلاقنا السياسية -الموضوع الثاني الخميس أبريل 02, 2009 5:52 pm | |
| شكرا اخ على الطرح الجميل
وشكر من كل قلبى وعساك على القوة | |
|