شيخ كريم الحجاري الرميثي {{عضو جديد}}
عدد المشاركات : 93 العمر : 68 الدولة : العراق العمل/الترفيه : لسان الشيعة الناطق محقق ومفسر للقرآن الكريم تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ مِن تفاسير العَلامة الشيخ الحجاري الرميثي الخميس نوفمبر 18, 2010 12:27 am | |
| وَاعلَم يا ابنَ آدَم, ما عِلمِي وَعلْمُكَ فِي سِّرِ هذا القـُرآن مِن عِلْـمِ اللـَّه إلاَّ ما أخَـذَ هـذا العُصفُورُمِن هذا البَحرِ قَطْرَة بِمِنقارِه,, والحَمدُ لِلهِ الذِي عَلَّمَني حَرفاً وَكُنتُ لا أملِكُقَبلَه, فَأنزَلَهُ بِقلَمِي مُبارَكاً لأتَصَدى بـهِ فِي تَفسِير هـذا القـُرآن,, بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(فَوَجَدَا عَبْـداً مِـنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِـنْعِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)(الكهف65)سُورَة البَقرَة الجـِزء الأوَل مِن القرآن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَـرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْفِـي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَـرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَـاءَ لَهُمْ مَشَـوْا فِيـهِ وَإِذَا أَظْلَـمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِم ْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) تَفسِير(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ) وَكَلِمَة (أَوْ) جاءَ لِلتَخْيِّير وَمَعناهُ مَثَلٌ عُيِّنَ لا عَلى الاقتِصار بَلْ هُوَ مَعطُوفٌ (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً)(البقرة:17) وَثَنَّـى اللـَّهُ فِي شَـأنِ المُنافِقِينَ وَالكُـفارِ بِتَمْثِيلٍ بَعـدَ تَمْثِيـلٍ لِيَكُونَ كَشْـفاً لِحالِهِم بَعـدَ كَشْفٍ وَقالَ (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ) وََقالَ اللهُ فِي أخْـرى (هَـلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَـلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّـورُ) (الرَعد:16) وَالصَيّبُ هُوَ كَسِيدُ المَطَرِ مِنْ مَعنى الصَّوْبِ: وَهُوَ النِزُول إذا نَزَلَ المَطَرُ وَانحَدرَ سَريعاً, فإنَهُ لَيْسَ الحَياءُ بِمانِعٍ لِلهِ عزَّ وَجَل مِنْ ضَربِ الأمْثالِ بالمَخلُوقاتِ فِي نَظَّرِ الإنسانِ كالصَيِّبِ الذِي يَنزلُ مِنَ السَماءِ كَأنكَ تقول اللَّهُمَ اسْقِنا غَيْثاً صَيِّباً: أي مَطَراً مُنْهَمِراً مُتَدَفقاً وأصْلُهُ الواو, لأنَهُ مَنْ صَابَ يَصُوبُ إذا نَزَلَ وَبِنَاؤُهُ صَيْوَِب: فأُبْدِلَّت الواو ياءٌ وأُدْغِمَتْ, وَهُـوَ مَثَلٌ ضَرَبهُ الله تَعالى لِلمُنافِقِينَ يَصِفُ حِيرَتَهُم وَشِدَّةِ الغَـمِ عَليهِم: وَقالَ (فِيهِ ظُلُمَاتٌ) بَـلْ: أشارَ اللـَّهُ عَـزَ وَجَـل إلى الصَيَّبِ فَجَعَلَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلمَةِ اللَّيْلِ التِي سُمِّيَتْ دَجَنٌ مُظْلِمٌ وَهُوَ هَوْلٌ وَغَمٌ لِلنَفسِ,, (وَرَعْـدٌ وَبَـرْقٌ) أيْ: هُما اللَّـذانِ يَصْحُبانِ الأمْـطارَ الغَزيرَةَ التِي تَحـدِثُ قوَتَها عِندَ تََكاثفِ السُحُبِ فِي السَماءِ مِما تـُؤَدِي بحَجْبِ ضَـوْءِ الشَمْسِ عَنْ الأرضِ كَأنَها ظُلمَةُ اللَّيل البَهِيم عَلى أهْلِها,, وَقَـدْ ذكَرَ الإمامُ عَلِيّ عَليهِ السَلام البَـرقُ (هُـوَ مِخْـراقُ حَدِيـد بِيَـدِ المَلَكِ يَسُوق بـهِ السِحاب) يَعنِي بِكَلامِهِ هِيَّ الواقِعَةُ التِي تَصِيـبُ الكُـفارَ هَـوْلاً وَفَزَعاً مِنْ شِدَةِ صَوْتِ الرَعدِ الذِي يَكُونُ مَعَهُ بَرْقٌ يَصْطَحِبُهُ ناراً: فَيُقال عَنهُ المِخْراق الذِي بيَدِ المَلَك إسْرافِيل، أو هُوَ قِطْعَةُ نـارٍ تَخْرِجُ مِنْ فَمِهِ عَندَ غَضَبِهِ عَلى القوْمِ الكافِرينَ وََالمُرادُ عَـنْ مَفهُومِ كَلِمَةِ (وَرَعْدٌ) هُـوَ عِقابٌ يَصِّمُ آذانَ الكُفارِ وَمَعَهُ صَواعِقٌ تَحـرِقُ ما تـُصِيبَهُم مِـنْ أنفـُسِهِم وَأمْلاكِهِم,, وَهـذا لا يُخفِيَّ عَلى الناسِ إنها ظاهِـرةٌ مَوجُودَةٌ في مَداركِ الحَواسِ تَحْدِثُ في كُلِّ زمانٍ عِندَ وقُوعِ أسْبابِِها بَعدَ الكُفرِ بالإيمانِ جَعَلَ اللـَّهُ أسبابَها مِن المُسَّبباتِ التِي يَنتَقِمُ بِها عَلى عِبادِهِ (الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْـدَ إِيمَانِهِـمْ ثـُمَّ ازْدَادُوا كُفْـراً لَـنْ تـُقْبَلَ تَوْبَتُهُـمْ وَأُولَـئِكَ هُـمُ الضَّالُّونَ) (آل عمران:90) ومَّثـَلُ الرَعدُ مَجازٌ بحَّـقِ المُنافقِينَ لِتَرْعِـدُ فرائِصُهُم:: أي تَرْجُفُ وتَضْطَربُ مِـنْ الخَوفِ كَما تَقول رَعَـدَ الإسْلامُ وَبـَرَقَ حِينَ جَـاءَ بوَعِيدِهِ وتَهَـدُدِهِ: يُـقال, رَعَـدَ وَبَـرَقَ وأرْعَـدَ وَأبْـرق: إذا تَوَعَّـدَ وتَهَـدَّدَ المُنافِقُونَ (وَبَرْقٌ) يَخطِفَّ أبصارَهُم: أي يَسْلُبُها مِـن الخَطْفِ, والجُمْلَةُ حال المَعنى عَلى الآيـةِ مِنْ أعلاها يُحاوِّلُونَ التَخلُصُ مِـنْ الصَيِّبِ وَهُـوَ المَطرُ الغَزيرُ ومَعَهُ صَواعقٌ التِي مَنعَتهُم مِنْ الهَرَبِ, كَما وَصَفَهُم اللـَّه بِنَحوِّ قَوْلِـهِ: وَقـال (يَجْعَلـُونَ أَصَابِعَهُمْ فِـي آذَانِهِـمْ مِـنَ الصَّوَاعِقِ حَـذَرَ الْمَوْتِ) أي: مِـنِ شِـدَّةِ الهَلْـعُ وَالفَـزعُ وَالجَـوْعُ الـذِي أصابَهُم مِـنِ قـوَّةِ الصَيِّبِ وَالصَواعِقِ التي مَعـهُ, وَالصَّعقُ هُـوَ الـذِي يُغْشَى عَلى الإنسانِ مِـنْ صَوتِ شَديـدٍ يَسْمَعُه وَربَّما ماتَ مِنـهُ الكثيـرُ مِـنَ المُنافقيـنَ, وَهُـمْ قسْمان بَعضَهُـم يُشَبَهُـونَ أصْحابُ الـنار فِي الـدَرَكِ الأسْفَـلِ: وَبَعضَهُـم يُشَبَهُونَ أصْحابُ الصَيّبِ وَالصَواعِق,, ثمَ استُعْملَ الصَعقُ بقدْرَتهِ جَلَّ وَعَز ما يَشاءُ فِي المَوْتِ كَثيراً, وََالصَّعْقَةُ المَرَّةُ الواحِدَةُ مِنهُ, ويُريدُ الله بِها فِي الحَدِيثِ أن يُقال عِندَما تَجْلَّى رَبُكَ لِلجَبَلِ وَقولَهُ (جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ) يَعني ماتَ مُوسى وَحُييَّ, وَماتَ مَـنْ مَعَـهُ مِـنْ قومِـهِ (قَـالَ سُبْحَانَـكَ تـُبْتُ إِلـََيْكَ وَأَنَـا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)(لأعراف:143) وَيُرادُ بهذهِ الآيات صِفَة التَهْوِّيـل وَالمَوْت، وَيكُـونُ المَعنى مَثَـلُ الكُـفارَ وَالمُنافِقِينَ كَمَثَـلِ قـوْمٍ نـََزَلَ بِهِم مَطَـر السَـماء تَصْطَحِبُهُ ظُلُماتٍ: كَأنَها سَوادُ اللَّيْل, يَتبَعُهُ رَعدٌ يَصِّم الآذان, وَبَرْقٌ يَخْطِف الأبْصار, وَصَواعِقٌ تَحرِق ما تُصِيب,, وَدَليلُ مَعنى الآيَةَ: أي مَثـَّلَ اللهُ المَوْتَ بالصَيِّبِ لِِّما فِيهِ مِنَ العَمى لِشِدَّةِ الظُلُماتِ ثـُمَ يَتبَعَهُ ما فِيهِ مِـنَ الوَعِيدِ وَالزَجْرِ المُخِيف وَهُوَ الرَعدُ يَتبَعَهُ شُهُب الصَواعِق أرادَ اللـَّهُ بِها عَـذابَ المُنافِقِيـنَ بالمَوتِ لا عَلـى سَبيـلَ التَّجَلِي كَأصْحابِ مُوسى, وَإنْ تَعَـدَّت الأسْـبابُ فالمَوتُ واحِـدٌ: وَالشِـدَّةُ أعَظَّمُ بِإغراقِهِم والصَواعِقُ تَتبَعَهُم,, والصَّاعِقَةُ: هِيَّ النارُ التي يُرْسُلـُها اللَّهُ تَعالى مَع الرَّعـدِ الشدِيدِ: يُـقال صَعِقَ الرجِلُ وَصُعِقَ وَقدْ صَعَقَتهُ الصَاعِقَةَ وَماتَ ذلِكَ دَلِيلاً لِقولِهِ تَعالى (حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) إنما نُصِّبَ حَذّر المَوْت لِلذِينَ ظَنُوا إنَهُم لَمْ يَمُوتُوا بِهذِهِ المُخِيفاتِ التِي مَدَّت بِعذابِهِم, فَهؤلاءُ كَقوْمِ مُوسى عَما قالَ عَنهُم اللـَّه (وَاخْـتَارَ مُوسَى قَوْمَـهُ سَبْعِيـنَ رَجُـلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَـمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا)(لأعراف:155) وَالآيَةُ مِنْ جُمْلَةِ أحوالِ المُشَبََّهِ بِـهِ عَلى أنَ المُرادَ بالكافِرينَ المُنافِقُونَ الذِينَ لا مَدفَـعَ لَهُم مِـنَ العَـذابِ وَالمَوْت, لأنَهُم كُلّـما اسْتَنارَ لَّهُم الحَـقُّ اتَبَعُوهُ وَقالُوا نَحنُ مَعَ المُؤمِنِينَ, وَإذا أظْلَمَ عَليْهُم فَلَم يُصِبُوا خَيْراً مِنهُ تَرَكُـوهُ وَلَجَئـُوا إلى أهْوائِهِم: وَأصْـلُ الكُفـرُِ تَغْطِيَـةُ الشَيء مِما جَحَـدُوا الرِسالَة السَماوِّيَة, وَالكافِرُ بكُتُبِ اللهِ إنَهُ يَجْحِدُ بالوِّحدانِيةِ أوْ النُبُوَةِ,, وَالكُفرُ نَوعان أحدُهُما الكُفرِ بأصْلِ الإيمانِ وَهُوَ ضِدُّهُ وَهُوَ الكُفرُ الأكْبَرُ وَالآخَر هُوَ الكُفْـرُ بفَرْعٍ مِنْ فُرُوعِ الإسْلامِ فلا يَخْرجُ صاحِبُهُ عَـنْ أصْلِ الإيمانِ, بَلْ يَتَرَتَب عَليهِ شرُوطِ الكَفَّارةِ اسْماً وَفْعِلاً مُفْرداً وَجَمْعاً: وَهِيََّ عِبارةٌ عَن الفِعْلةِ وَالخَصْلةِ الَّتي مِن أجلِها أنْ تُكَفِّرَ الخَطيئَةُ التي تَسْترُها وَتَمْحُوها,, وكُفْـرُ جحُودٍ كَكُفرِ إبلِيس إنَـهُ يَعْـرِفُ اللَّهَ بقلْبهِ وَلا يُقِـرَّ بِلِسانِهِ, وَكُفـرُ عَنادٍ وَهُوَ أنْ يَعْتَرفَ بقَلْبهِ وبِلِسانِهِ وَلا يَدِين بـهِ حَسَداً وبَغْياً كَكُفرِ أبي جَهْلٍ وأضْرَابَِهُ عَنْ الدِينِ, وكُفرُ نفَاقٍ أن يُقِرَّ بِلِساَنهِ ولا يَعْتَقدُ بقَلْبهِ,, والكافِرينَ قلوبَهُم قلُوبَ النِساءِ: ولكِن النِّساءُ أضْعَفُ قُلوباً مِن الرِّجالِ لا سِيَّما إذا كُنَّ كَوافِرَ جَمْعُ كافِرةٌ,, وَفِي مَعنى آخَـرٌ: قالَ اللـَّهُ عَنهُم (كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَـوْا فِيـهِ وَإِذَا أَظْلَـمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا) بَلْ: كُلَّما إخْتَفى عَنهُم البَـرْقُ وَقَفـُوا عَـنْ المَشِي مُذهَليـنَ مُتَرَقََبينَ وَمْضَةٌ أخْرى لِتُضِيءَ دَربَهُم إلى دِيارهِم, يُقال أضاءَتُ السَماء أي اسْتَنارَت وَصارَت مُضِيئَةً (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ) أي: جَعلَ اللـَّهُ حِكْمُهُ إسْتِثناءً عَـنْ السَمْعِ وَالبَصَـرِ عَـما جَزاهُم بالأولى لِتَعَرضِهِم للمُؤمِنِينَ وَصُورَة العَذاب مُمَثِلَةٌ بِصُورَةِ المَوْتِ (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مِنَ العقُوبَةِ وَغيرِها: وَفِي أسْمائِهِ تَعالى القادِرُ وَالمْقتَدِرُ وَالقَدِيـرُ: فالقادرُ اسمُ فاعِل، مَـن قَـدَرَ يَقـْدرُ, وَالقَدِيرُ: فَعِيلٌ مِنـهُ وهُـوَ لِلمُبالَغَةِ، والمْقتَدِرُ مُفْتَعِلٌ مَنْ اقْتَدَرَ وَهُـوَ أبْلَغ, والقَـدَرُ هُـوَ عِبارةٌ عَما قضاهُ اللَّهَ وَحَكَمَ بهِ مِنَ الأمُورِ: وَهُوَ مَصدرٌ قَدَرَ يَقْدُرُ قَدَراً,, أي قَدَرْتُ الأمْر أقْدُرُهُ وأقْدِرُهُ إذا نَظَرتَ فيهِ ودَّبَّرتَهُ,, (تَفسِير الشيخُ الحَجاري) (وَقَـد جاءَنا في تَفسِير المِيزان لِسَيد آيَة الله مَحمَد حسين الطَباطَبائي) تَفسير (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ) إلخ: الصَيّب هُوَ المَطرُ الغزير، والبَرقُ مَعرُوف والرَعدُ هُوَ الصَوْتُ الحادِث مِنَ السِحابِ عِندَ الإبْراقِ,, والصاعِقةُ هِيَّ النازِلَة مِنَ البرُوق وَهذا مِثلٌ ثانٍ يُمَثِل بهِ حال المُنافِقِينَ في إظهارِهِم الإيمان، أنهم كالذِي أخذَهُ صَيّب السَماء وَمعَهُ ظلمَةٌ تَسْلب عَنهُ الأبْصار والتَمْييز،, فالصَيّب يُضْطرَهُ إلى الفِرار والتَخَلص، والظلمَة تَمْنعَهُ ذلِك، والمهُولات مِنَ الرَعدِ, والصاعِقة مُحِيطة بـهِ فلا يَجد مناصاً مِنْ أن يَستَفِيدَ بالبَرقِ وضَوئِهِ وهُوَ غيـرُ دائِمٍ وَلا بـاقٍ مُتَصِلٍ كُلَّما أضاءَ لـهُ مَشى وإذا أظلَـمَ عليهِ قامَ,, وهذهِ حال المُنافِق فهُوَ لا يَحبُ الإيمان وَلا يَجد بدَلاً مِن إظهارِهِ، ولعدَمِ المواطاةِ بينَ قلبهِ ولسانِهِ لا يَستَضِيء لهُ طريقهُ تَمام الاسْتِضاءَة,, فلا يَزال يُخَبط خبطاً بعدَ خبطٍ ويَعثر عَثرَة بعدَ عثرَةٍ فيَمْشِي قلِيلاً وَيقف قلِيلاً وَيفضَحَهُ اللـَّه بذلِكَ وَلَـوْ شاءَ اللـَّه لَذهَب بسَمعِهِ وَبصَرهِ فيُفتَضَح مِن أوَلِ يَومِ,, (انتهى تفسِير الطَباطبائي) مِـنْ شبَكَة جامِِع البـَيان في تفسِـير القـرآنلِلعَلامَـة المُحقِق الشـيخُ ألحجاري الرميثي | |
|