منـــــــازل وحــي الله أهلا وسهلا بكـ يا {زائر} نتمنى تفيد وتستفيد معنا بمنتدى منازل وحي الله |
|
| طالع السيرة الذاتية بحياة العلامة المفسر للقرآن الشيخ الحجاري الرميثي من العراق ما كان له وعليه | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
شيخ كريم الحجاري الرميثي {{عضو جديد}}
عدد المشاركات : 93 العمر : 68 الدولة : العراق العمل/الترفيه : لسان الشيعة الناطق محقق ومفسر للقرآن الكريم تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: طالع السيرة الذاتية بحياة العلامة المفسر للقرآن الشيخ الحجاري الرميثي من العراق ما كان له وعليه الأربعاء نوفمبر 07, 2012 8:29 pm | |
|
السِّيرَةُ الذاتِيَة بِحَياةِ العَلامَّة الشَيْخالحَجاري الرُميْثِي (مِنْ العِراق)
ألحَمْدُ لِلّهِ عَلى نِعَمِهِ بِجَمِيعِ مَحامِدِه, وَالثناءُ عَليهِ بآلائِهِ فِي بادِئِِِ الأمْرِِ وَعائِدِه, وَالشكْرُ لَهُ عَلى وافِرِِ عََطائِهِِ وَرافِِدِه, وَالاعتِرافُ بلُطْفِهِِ فِي مََصادِرِِ التَوْفِيقِ وَمَواردِه, وَأَشْهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاّ اللّهُ, وَأنَ مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأشْهدُ أنَ عَلِياً أمِينَهُ وَحِجَتُهُ عَلى خَلْقِهِ, شَهادَةًَ مَقرُونَةً بالإيمانِ وَالصَبْرِ بعِيدَةٌ عَنِ الشَكِ وَالإرتيابِ مُتَحَلِيةٌ بقلائِدِ الإخْلاصِ وَفَرائِدِه, مُسْتَقِلةٌ بإحكامِ قواعِدِ التَوْحِيدِِ ومَعَاقِدِه, وَالصَلاةُ وَالسَلامُ عَلى آلِ الرَسُولِ الطاهِرينَ الجامِعِينَ نََوافِر الإيمانِ وَشَوارِدِه, وَالرافِعينَ أعلام الإسْلامِ ومَطارِدِهِ وَالشارعِينَ نَهْجُ الهُدى لِقاصِدِه, وَالهادِينَ سَبيلُ الحَقِِّ وَماهِدِه, وَالسَلامُ على حُماةِ مَعالِم الدِينِ وَمَعاهِدِِه, وَالحَمدُ للهِ رَبَّ العالَمِينَ,, افتتَحَ سَماحَة العَلامَة المُحَقِق فِي تَفسِيرِ القُرآن (كَريم عَبْد الأمِير ألحَجاري) مَسِيرَة حَياتَه فِي مَدِينَةِ الرُمَيثة التابعَة إلى مُحافظَةِ المُثنى جنُوبِ العِراق وَهَوَ مِنْ مَوالِيدِ (1956) وَالجَديرُ بالذِكْرِ كانَت والِدَتهَُ تَنتَظِر بلُوغَهُ وَهِيَّ مُتفائِلَةٌ بِولادَتِهِ التِي انتَزَعَت اسْمُهُ مُطابقاً لِمُقتَضى الحال بالذكْرى فَسَّمَتهُ (كَريم) بشارَةً بِمَجِيءِ الزَعِيم عَبد الكَريم قاسِم زَعِيم الجَمهُوريَة العِراقِيَة,,
فَمَّا خابَ ظنُها حِينَ أطْلَقََت اسْمُهُ كَريم: فَكَرَمَ اللهُ وَجْهَهُ بَعدَ أنَ كانَ كَريمُ النَفس مِنْ كَرائِم قوْمِهِ الشُرفاءِ عَلى غَيرِ قِياسٍ وَهُوَ الجامِِعُ لأَنواع الخَيْر وَالشَرَفِ وَالفضائِل, قَوْيُ الظَهْر مُسَدِدُ الخُطى يَسْتَمِدُ العَوْنَ والتَوفِيق بِرَبِّهِ العَلِيُ العَظِيم: فذاعَ أمْرَهُ: وَبانَصِيتَهُ: واشْتَهرَ شأنَهُ: وَكَبُرَ في ذاتِهِ, فَلَيْسَ مَنْ يُبالِغَهُ سابقٍ: ولاَّ مَنْ يُلْحَق بشَأوِّهِ لاَحِقِّ: قََوِّيُ الحِجَةِ: رَصِينُ البَلاغَةِ سَريُالبَيانِ, لهُ شأنٌ كَبيرٌ, وَأمْرُهُ أمْرٌ عَظِيمٌ خَطِير: يَتَفَجَرُ بيَنابيع عَدلَهُ وَيُنِيرُ مَفاوِّز الظُلُماتِ: يَنبَلِجُ مِنْ ثَغرهِ نُورَ الرَشادِ: وَناظِرَهُ سَبيل الهِدايَةِ, يَسْرجُ الأمْل بِنُورِ وَجْهِهِ: ويَسْرِّي لَهُ الأمْر برَفعِ المَوانِعِ: ويَحلُلُ عُقْدَةَ المَسائِلِ الصِّعابِ: يَِمْتازُ بِلِسانِ قََـدْ أكَّنَ ناصِعَالبَيان: فَفاضَت تَفاسِيرَهُ زاخِرَةً تُهَلْهِلَ في أفواهِ مُحِبيه: تَمْتلِئُ بِها المَشاعِرُ: وتَجِيشُ بِها الخَواطِر, فلاَ يَتَوَهَمُ أحَدَكُم بأنَ الشَيخَ ألحَجاري هُوَ مِنْ هذا القَبِيل بَينَ قَوْمِهِ أَنْ يُهْدِيَ للإنسانٍ شَيْئاً لِيُكافِئَهُ عَلِيهِ فَيُسَّمى كَريماً لِيَكتَسِبَ عَمَّا يُقال عَنهُ فِي التَعجُبِ
( 3 )
مَا أَكْرَمَهُ لَنَّا فَتَكُونَ لَهُ عَزازَةٌ بَينَهُم بِكَرَمِهِ المُسْتَعار كَغَيْرِهِ, لاَ يُريدُ أنْ يَمدَحَهُ أحَدٌ مِثلَّمَا مُدِحَ الغَيْر الذِي هُمْ يَعرفُونَهُ بَيْنَهُم شَاذٌ وَساذِجٌ في دِينِهِ وسَفِيهٌ ومُرتَبي وَمُرتَشِي فَيَكِنُوا لَهُ القَدرَ وَالجاه, وَيمْنَحُوهُ دَرجَة المَنزلَة بَينَهُم, كُلَّما قامَ وَقَعَد كَأنَهُ المَوْلى الشَريف قامُوا وَقعَدُوا مَعَهُ, يَتَحَفَزُونَ عَلى ضَلالَتِهِ بخِداعِيَةِ إيمانِهِ وَعَلى ثَرْوَةِ مالِهِ وَرَوْنَقِ مَلابِسِه,, وَرَغُم أنَ هذِهِ المَسْألَة باعتِبارِها مَسْألَةٌ تَقلِيدِيَةٌ عِندَ الناسِ السُذَج لاَ يَكِنُونَ قَدراً لِلعالِمِ المُجْتَهِد كالحَجاري أوْ كَغَيْرهِ بِقَدَرِ مَا يَكنُونَ القَدر لِلجاهِلِ ذُو المال وَالمَلابِس, كانَ لا بُدَّ لِهِذِهِ المَسْألَة منْ أنْ تُناقش وَتُعالَج برُوحٍ عِلمَيةٍ عَلى المَنابِر وَتَبْحَث مِنْ خِلالِها النِقاشِ الرُوحِي وَالحِوار العِلْمِي, ويُحْتَكْمُ فِيها الأدِلَةُ وَالبَراهِينُ العَقلِيَة وَالنِصُوص الدِينِية القَطْعِيَة لِحَلِّ كَنْ التَقدِير بَيْنَ العالِمِ وَالجاهِلِ لاَ عَلى حَـدٍ سَواءٍ:: بَلْ لِلعالِمِ وَزْناً فِي عِلْمِهِ, وَالجاهِلُ لاَ قَدراً لَهُ مِنْ غَيْرهِ فِي مالِهِ وَمَلابِسِه؟؟ إلاَّ أنَ هذِهِ المَسألَة أخَذَت مَنْحاً آخَراً إنَها قَد خَرَجَت مِنْ دائِرَةِ الخُلْقِ وَالفِكْر وَأصُولَه, فصارَت مُبَرِراً بيَدِ الناسِ عَلى حريَةِ الفِكْر وَالتَعبيرِ فصارَت أشْبَه بحَمْلَةِ تَقلِيدِ مَحَبَةِ الجاهِلِ عَلى العالِم عَلى حُبِّ دَنانِيرِه؟ فامْتُحِنَ العُلَماءُ بسَّبَبِ هذِهِ المَسألَةُ المُتَعَمَّدةُ إثارَتُها, فأجابُوا (الناسُ غايةٌ لاَ تُدرَك) فَكَرَمُ الشَيخ الحَجاري هُوَ كَرَمٌ حَسِيب, كُرْمَهُ عَيْنٌ, ونَعِيمَ عَيْنٍ, ونَعْمَةَ عَيْنٍ ونُعمَى عَيْنٍ,, أي تَكَرَّمَ عَلى قَوْمِهِ لَتَعْتادَ الجَمِيلَ مِنَ الهُدى وَالبَيانِ وَالعِلْمِ
( 4 )
وَالحِكْمَةِ والعَمَلِ: مَعَ إنَهُ كانَ شابٌ فِي العِشْرينَ خَدَمَ أهْل مَدينَتِه وَخَدَّمَ وَطَنَهُ العِراق الحَبيب بِوَسائِلِ الصِناعاتِ الفَنيَة التي لَنْ تَخْطُر عَلى بالِ أحَدٍ مِنْ قَبْلِهِ ما يَسْتَعصِى بِخَوْضِها مِنْ مُهَندِسِينَ وَفَنِيينَ وَخبَراءٍ, وَهِيَّ المِهَنُ وَالصِناعاتُ الخارَقَةُ عَلى العادَةِ التي مَنَحَها اللهُ تَعالى لِلشَيخ دُونَ سابِقَةِ عِلْمِ أوْ تَجربَةِ عَمَلٍ أوْ شَهادَةٍ مَعهَدِيَه: فاختارَتهُ الحِكُومَة السابِقَة في مَرحَلَةِ شَبابِهِ أنَ يَكُونَ لَها مُلاحِظاً مَسْئُولاً فَنِياً عَلى مَحَطاتِهِا الحَراريَة الكَهْربائِيَة ومَشاريع المَاء وَالآبار الارتِوازيَة في الكَشْفِ عَنْ عَطلاتِها دُونَ مُهَندسِينَ وَخُبَراءٍ وَضباطٍ العائِدِينَ إلى هَيئاتِ وَمَراكِزِ الهَندسَةِ العَسكَريَة,, وَكانَ الشَيخ ألحَجاري آنذاكَ هُوَ جُندِيٌ مُكلَفٌ لا يَمتاز عَلى شَهادِةٍ تَخرُجِيَةٍ تَمْنََحَهُ لِهذِهِ القِدرَة الفَنيَة, فَشاءَت مَشِيئَة الله أنْ تَنقِلُهُ الحِكُومَة العِراقِيَة عَلى عاتِقِها مِنْ جَبهاتِ القِتالِ العِراقِيَة الإيرانِيَة عام (1981) إلى طاقاتِها الكَهربائِيَةِ الحَراريَة مِمّا يَئِسُوا ما اسْتَعصِيَّ عَطَلاتُها عَليهِم,, وَهذا القَدرُ لا يَكَفِي وَحدَهُ حَتى مَنَحَتهُ الحِكُومَة العراقيَة قِيادَة السِيارَة مَعَ الكادِرِ الفَنِي مِنْ مُهَندِسِينَ وَعُمالٍ فَنِيَّينَ بَيْنَ يَدَيْهِ لِتَحدِيدِ مَواقِعِ العَطلاتِ وَتَصلِيحِها, فَتَوَّجَهَ الشَيخُ الحَجاري بِدُعائِه وَقالَ: رَبِّي أنَتَ أعلَمُ بيَّ بِمَّا أمَنَحتَنِي مَوْهِبَةً أنْ أوَّفِقَ جُهْدِي بَينَ عَمْلِ النِجارَةِ رزقاً لِعيالِي وَبَينَ عَمَلِ الطاقَةِ الكَهربائِيَة العِملاقَة لِخِدمَةِ الناس,, وَكانَ الشَيخُ ألحَجاري قَـدْ فاجَئَ الناسُ بِمُعجِزَةِ عَمَلِهِ: فافتَتحَ مَعمَلاً كَبيراً لِلنجارَةِ وَبأحدَثِ المُوبَيلياتِ فِي مَدينَتِهِ الرُميثة عام 1979
( 5 )
فانْدَهَشُوا مِنْ عَقلِهِ الرَصِين بعَمَلِهِ الفَتاك دُونَ سابِقَةِ عِلْمٍ لَهُ مِنْ قَبلُ مِمَنْ تَعَلَمَ مِنْ غَيْرِه فَداخَلَهُم الشَكُ فِي أمْرِهِ, وَتَخالَجَهُم الرَيْبفِي حَقِيقَةِ حالِهِ إنَهُ لَيْسَ هَوَ ذاكَ البَشَرُ المَخْلُوقِ كَمْثلِهِم,, فاتَهَمُوهُ بالجِنُونِ وَلاَ زَالوا يُطلِقُونَ عَليْهِ هذِهِ الكَلِمَة, فَعَرَفَهُم الشَيخ عَلى حَقِيقَةِ جَهْلِهِم وَسَذاجَتِهِم فأسَّرَها فِي نَفسِهِ وَقالَ: إنَ جَهْلَكُم كانَ يَتَفاشا مَا فِي الآباءِ هُوَ مَا فِي الأبناءِ كَمَّا اتَهَمَ آبائَكُم نَبيَّ اللهِ نُوح بالجِنُونِ حِينَ عَملَ لَهُم السَفينَة مِنَ خَشَبِ الشَجَرِ تُنْجِيَهُم مِنَ الغَرقِ,, حَتى قالَ لَهُم نُوح تَسْرفـُونَ في الجَّهْلِ العَمَه وَتُمْعَنُونَ فِي الحَّمَقِ وَالطَيْشِ فَكُلُ ذلِكَ شاءَ عذابُ الله تَعالى فافتَتحَ أبْوابُ السَماءِ بالماءِ الغَزيرِ وَتَفَجَرَت عيُون الأرض حَتى تَجاوَزَ فَيَّضانُها السَيل وَالرَوابِي فَغَطَّهُما بالماءِ: فَهَرَعَ نُوحٌ إلى السَفينَةِ مُخبِراً قوْمَهُ لِيُبْحِرُوا مَعَهُ حَتى يَنْجُونَ مِنَ العَذابِ الواقِع,, فَسَخَرُوا مِنهُ وَرَمُوهُ بالجِنُونِ،, فألَحَ عَلَيهِم مِراراً وَتِكْراراً لَعَلَ مِنْ وَراءِ نُصْحِهِ أنْ تَتَصِلَ كَلِمَتَهُ إلى مَدخَلِ وَجْدانِهِم, أوْ تَتَجاوَزُ شِغافَ قلوبِهِم,,فَيَئسَ مِنهُم وَتَرَكَهُم فِي ظُلماتِهِم لا يَبْصِرُونَ, وَفِي ثَمَّةِ ذلِك التَفتَ نوحٌ إلى ابنِهِ: وَقالَ لَهُ ارْكَب مَعِي يا بُنَّي, قالَ لاَ: فإني (سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ) قَالَ: أبيه يا بُنَّيَ (لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) ثَمَ فَصَلَ المَوْجُ وَحَجَزَ السَيلُ وَالجِبال بَينَهُما فَلَمْ يَعُد نُوح أنْ يَرى ابنَهُ وَقوْمَهُ هكذا طُوِّيَتْ صَحِيفَة القَوْم الظالِمِينَ إلى مَثواهِم جَهْنَمَ وَبِئْسَ المَصِير,, ( 6 )
ولَمَّا بَلَغَ الشَوْطُ غَايَتهُ وَابتَلَعَتْ الأرْضُ الماء رَسَتْ تِلكَ السَفينَةِ عَلى جَبَلِ الجُودِي فَهَبَطَ نُوحٌ مِنها بِسَلامٍ هُوَ وَمَنْ آمَنَه بِـهِ,, فَهَلْ نَفَعَتْ نَصِيحَة نُوحٍ قوْمَهُ مِثلَمَا خابَتْ نَصِيحَةُ الشَيخ الحَجاري لأهْلِ مَدينَتهِ الرُمَيْثَة مِمَّا قَدَمَ لَهُم أعمالَهُ الفَنِيَةَ وَخطَبَهُ وَمُحاضَراتَهُ الحُسَينيَة مَعَ ثَمَّةٌ مِنْ تَفاسِيرهِ القرآنيَةِ: فَلَنْ يَلْتَمَسَ قَوْمُهُ بِشِعُورِ إحساسِهِم مِنهُ بأنَ كَريمَتَهُ لاَ كَريمَةَ دُونَهُ لِيَكِنُونَ لَهُ القَدرَ بَينَهُم كَغَيْرِهِ مِنْ جُهَلائِهِم: ذِلِكَ تحْقِيقٌ لِقوْلِهِ عَزَّ وَجَل بتَأويلِهِ (لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)(فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) يَعنِي قرآنٌ يُكَرَمُ ما يُحمَد مَا فِيهِ مِنْ الهُدى وَالبَيان وَالعِلْم وَالحِكْمَة وَالحِجَة: فلاَ شَكٌ هُنا يَقَعُ فِي شَخْصِيَةِ الشَيخ الحَجاري بعِلْمِهِ إنَهُ المُفَسِرُ لِلقرآنِ الكَريم فالقرآنُ مَعَهُ وهُوَ مَعَ القرآنِ: هذا هُوَ القَدرُ الكَبير الذِي تَبَناهُ الحَجاري مِنْ رَبـِّهِ الكَريم دُونَ هؤلاءِ: وَالدَلِيلُ فإنَها حِكْمَةٌ رَبانِيَة أرادَها اللهُ عَزَّ وَجَّل أنْ يَمْنَحَها لِلشَيخِ الَّذِي لاَ تَدركُوهُ العِقُول إلاَّ لِمَنْ كانَ لَهُم دِينٌ يََفقَهُونَ بهِ فِي مَحَطِ تَفسِير القُرآن, وَبالرُغْمِ مِنْ ذلِكَ التَكْريم الإلهِي يُعتَبرُ الشَيخ ألحَجاري مِنَ الشَخْصِياتِ المَعرُوفةُ الفَذةُ وِّفقَ المَقايِّيس المَوضُوعِيَة قرآناً يَمْتَثِلُ مِنْ مَوقِعٍ تَفسِيريَّ مُتَقَدِمٍ وَمَرْكزٌ دِينِيِّ مُتمَيِّز وَشَخْصِيَةٌ مُثِيرَةٌ شَهِيرَةٌ ومَعرُوفةٌ بِتَفاسِيرِهِ التِي هِيَّ مِنْ أبْرَزِ الرِمُوزِ التَأوِّيلِيَة قُرآناً البَلِيغَةُ مِنْ نَوعِها عَبْرَ القَنواتِ لِشَبَكةِ الأقمار وَشاشاتِ المَواقعِ وَالمُنتَدَياتِ الإسْلامِيَةِ مُعرضاً عَن المُبالَغاتِ وَالتَهاوِّيلِ وَالبِدَّعِ التِي يَتَحدَثَ بها المُفسِرُونَبإفراطِهم لِلناسِ,, ( 7 )
وَبالرُغْمِ مِنْ ذلِكَ القَطْن القِسْم الأكْبر فِي عِلوُمِهِ القرآنِيَة لَنْ تَقُرَ لَهُ عِيُون أهْل مَدينَتِه: فَخُيِِّلَت لَهُم نِفوسَهُم بأنَ طِينَتَهُم غَيْرُ طِينَتِه: فَكَذبُوهُ فِي دِينِهِ وَماطَلُوهُ فِي عَقِيدَتِهِ: وَسَخَرُوا مِنْ شَخْصِهِ الكَريم بِجَهلِهِم: وبَعدَها كَفَرُوه بِنِفاقِهِم في مَذهَبهِ مَذهَب أهْل البَيْت صَلواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَليهِم أجمَعِينَ,, ها هُوَ الشَيخُ الحَجاري قـدْ يُعلِن لِهؤلاءِ القَوْم الذِينَ عِندَهُم أخذُ الباطِل أكْلاً سَلَّجان, وَنُورُ الحَقِّ عِندَهُم أكْلُ عاثٍ قَبِيحٍ غلِيظُ النَحْضِ فِيهِ كُلَّ جارِحَةٍ بَِلى سُمَّجَا: هؤلاءِ قَوْمٌ يُحِبُونَ أَنْ يَسْرقُوا بِباطِلِهِم الحَقَّ, ويَكْرَهُونَ أَيّ رَجُلٍ أَرادَ مَعَهُم الدِينَ مَاطَلُوهُ نِفاقاً وَشاجَرُوهُ باطِلاً وَأبْعدُوهُ عَنْ مساجَلَتِهِم كُرْها حَتى لاَ يَنكَشَفَ مَكنُون سِّرِ فَسادِهِم بِمَّا عَمِلَت أنفُسِهِم ظاهِراً وَباطِناً, فلَوْ إنَنا قَـدْ ذهَبْنا فِي السُؤالِ عَنْ أسْبابِ مَكنُونِ سِّرِهِم: وَناقََشْنا مَظاهِر اختِفائِهِم لَوَجَدنا إيمانُ هؤلاء إلاَّ هُوَ احتِيالٌ مُزَودٌ بِتَرْوِّيجِهِم لِسِترِ فَسادِهِم بِتَقلِدِهِم الكاذِب شَعائِر الله بأنَهُم المُؤمنُونَ عَلى الناس وَلكِن هُـمُ الفاسِقُون, وَثِمَّّةَ يَومٍ سَئَلُوا الشَيخ وَكانَ جالِساً فِي مَوْكِبِ عَزاءٍ لَهُم فَتَهاوَشُوهُ مِنْ كُلِّ رِكْنٍ: وَقالُوا وَمَا قالُوا مُستَهْزئُونَ كَأنَ الشَيْطانُ قََدْ بالَ فِي أفواهِهِم, ثُمَ قالُوا فمَّا قَدرُ وَزْن هذِهِالعِمامَة عَلى رَأسِكَ يا شَيْخَنا الوَهابي: فأجابَهُم الشَيْخ بِلُطُفٍ وَاحتِرامٍ حِشْمَةً لِلمَكانِ الحُسَيني (أنَ وَزنَها نِصْفَ كيْلُو)
( 8 )
قالُوا كَذبْتَ يا دَجال: إنَها وَاللهِ وَزنُ طاق حَجَر رَحَةِ الطِحانٍ عَلى صِدُورِنا,, قالَ الشِيخ:إذاً سَأتركُها عَلى صِدُورِكُم خَمْسُ سَنَواتٍ بالِياتٍ,, ثـُمَ التَفتَ لِلجَمِيعِ خَيِّرَهُم وَساذِجَهُم: وَقالَ, لاّ وَاللهِ إننِّي غَيرُ مَتَأسِفٍ عَلى نَعمَةِ رَبِّي التِي جَحَدتِمُوها وَنَغَزتِمُوها بإكْراهِكُم الناسِ ضِدِي: بَلْ إنَكُم قَوْمٌ لَنْ يَسْتَرقَ الإيمانُ فِي قلُوبِكُم: فأبْعدتِمُونِي عَنِ مِنابرَكُم الحُسْينيَة بأفكارِكُم القَناصَّةٌ الانتِهازيَة فِي النِفاقِ عَلى غضُونِ خَمْس سَنواتٍ, تَكِنُونَ لِي فِي نِفُوسِكُم كُرْهاً دَفِيناً, وَلا تُغِضُونَ العِيُون فِي حَضرَتِي بَيْنَكُم مَهابَةً,, أوَوَلَسْتُم الرجالُ القائِمِينَ فِي مَواكِبَكُم الحَسَينِيَة عَلى مُصالَحَةِ الدائِبينَ لَكُم عَلى خِدمَتِهِم وَاحتِرامِهِم, فَخَدَعتمُونا بِشَعائِركُم هذِي, إنَ شَعائِرَ اللهُ لا تُقامَ إلا لِمَنْ كانَت لَهُ شَعِيرَةٌ مِنها فِي قَلْبِهِ, فَلَمَسْتُ مِنكُم بأنَكُم لا تَتركُونَ لِلمُقبِلِ عَلَيْكُم شَرَفاً وَاضِحاً, وَلاَّ تَنظِرُونَ إلى التَقِيِّ بِشَغافِ قَلْبٍ ثَغرٍ مُبْتَسِم: وَهذا السَوادُ المُنْتَصِب كذِباً كَأنَما تَرعاهُ الغَنَم فِي ثِغاءِها, وَالكَلْبُ يَحدُوَّ بِها إلى مَراعِيها, مَا قامَ واللهِ لُبانُ الخَيْر نِعَّمَة وَنُعامَ هذِهِ الخَديعَةِ ألتي سَنَحَتْ لِبلُوغِ مَأرَبِكُم وَالفرصَة التِي حَقَقَتْ الوصُولِ إلى مَقصَدِكُم, فَسِّرتُم عَلى هَوى التَرغِيبِ بِتَغطِيَةِ نَواقِصَكُم الفاسِدَة, فَإنَ خَطَرََكُم يَسْمُّو مِنْ ظِفرٍ إلى هامٍ كَأنَ الحِقدَّ ناشِبٌ فِي صِدُورِكُم, والغِلُ ناقَِعٌ في قلُوبِكُم, فأعمى الأبْصارُ التي لاَّ تَدرُكَ الحَّق بِمَنفَعَتِه, فَعَتَوتُم بِعَتِوِّكُم الطائِش النَكْر: وَأنْكَرتُم الشَمْسَ فِي وَضْحِ النَهار وَسَّدَيْتـُم مَسالِكَ الحَقّ المُبِّين بِبهْتانِكُم: وَضايَقتِمُونِي بِأنواعِ المَذلَةِ
( 9 )
وَصِنُوفِ الهَوانِ, لاَّ تَجِدُونَ بكِنانَتِكُم إلاَّ أنْ تُشْبِعُوا نَهْمَ غَيْظِكُم, فَلَّنْ يُضْعِفَ تَهْدِيدَكُم قوَتِي, وَلَمْ يَفِّلَّ وَعِيدَكُم عَزيمَتِي: فلاَّ مُحالَةَ لِعَدْوِّكُم أنْ تَسْتَطِيعُوا الهِجُومَ بِنَزعِكُم العِـمَة مِنْ رَأسِي لِتَعَرِضِكُم لِي: وَلاَّ تِلكَ القُوَةِ التِي تَجْبِرَكُم ساكِناً بِنِفاقِ شَكْواكُم لِتَسْتَطِيعَ أيُّ مَرْجِعٍ أوْ عالِمٍ يُوْقِفَنِي عَنْ تَفسِيرِ القُرآنَ بِمَّا كُنتُم تَزْعَمُون,, وَلكِنَهُم عادُوا إلى حَدِيثِ جُبْنِهِم وَإعلانِ خَوفِهِم, فَهُم رَأس البِدْعَةِ, وَداعِيَةِ الضَّلالَةِ التِي زَوَدَتهُم القِحَةَ وَالتَمَرُد وَالشَنآنِ وَالغَباءِ وَالتَبَلُد بمَنبَعِ الفِتنَةِ لاَ يُردَهُم فِي ذلِكَ دِينٌ: وَلاَّ يُراعُونَ لِوَعظِ واعِظٍ: بَلْ كانَت نفوُسَهُم الظامِئَة مُعَطَشَةٌ لِلمُنْكَراتِ, فَتَمادُوا بِطْغيانِهِم فِي حَلَكِ الظَّلام: وَأعلَنُوا قِحَـةَ تَمَردَهُم فِي وَضَّحِ النَهارِ: وَجَرَفُوا الكَثِيرَ مِنَ الناسِ مِمَّنْ زاغَ فِي قِلُوبِهِم الباطلِ وَرانَ فِي نفُوسِهِم حَلَكِ الضَّلال,, فَتَمادُوا فِي عَتوِّهِم الذِي أضاعَهُ العَبْث وَتَمَلَكَهُ الشَّر: يُطاردُونَنِي فِي مَسالِكِ الطَريقِ وَالحَدِيثِ في مَجالِسِ الشُرَفاءِ,, فَتَحداهُم الشَيخُ بِرَحابَةِ صَدرٍ مَمْلُوءً بالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظةِ: وَهُوَ يَقُول فَمَّا بَقيَّ إلاَّ دَلِيلٌ واحِدٌ يَسْلِكُونَهُ: وَهذا القَدرُ لا يَكْفِي وَحدَهُ بتَمْيِّيزِ المُشكِلَة, فإنْ كانَت لَهُم عقُولٌ ناجِحَة تـُمَيزُ هذا فإنَهُ لا يَخْفِي عَلَيهِم جَوْهَرةَ خَيال العَقل البَشَري الذِي لا يَتَوَقف يَوْماً عَنْ الإبداعِ إذا أرادَ العالِمُ المُفتِي لَهُم تَفسِير القُرآن الذِي قَدَّمُوه عَلى الحَجاري فلْيَأتِي بِمْثلِهِ مُقارَنَةً فَمَا هِيَّ الحَكْمَة التِي
| |
| | | شيخ كريم الحجاري الرميثي {{عضو جديد}}
عدد المشاركات : 93 العمر : 68 الدولة : العراق العمل/الترفيه : لسان الشيعة الناطق محقق ومفسر للقرآن الكريم تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: طالع السيرة الذاتية بحياة العلامة المفسر للقرآن الشيخ الحجاري الرميثي من العراق ما كان له وعليه الأربعاء نوفمبر 07, 2012 8:32 pm | |
| ( 10 )
تَخْفِيَّ السِّر, وَالسِّرُ يَخْفِيَّ الساحَة الشِيعيَة التِي تَمْتازُ القِدرَةَ بِعِلُومِها بأكْثرِ مِن ألْفِ عالِمٍ وَمَرجِعٍ مُجْتَهِدٍ مِنَ الأحياءِ غَيرُ الأمْواتِ, هَلْ أنَهُم قادِرُونَ أمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أنْ يُقَدِمُوا لِمَذهَبِهِم حَرفاً واحِداً عَنْ تَفسِيرِهِم لِلقُرآن الكَريم؟؟ هذا السُؤالُ مَترُوكٌ إلى رجالِ الرمَيثَةِ الشُرفاءِ القادِرينِ أنَ يَقِفـُوا مَعَ الحَقِّ لإبانَةِ إيضاحِهِ: فلَوْ إنَهُم جَمَعُوا وَعَدَدُوا العَوالِمَ وَالمَراجِعَ وَالدُعاةَ الشِيعِيَةَ الأحياءَ مِنهُم غَيرُ الأمْواتِ لَمْ يَجدُوا اليَوْمَ بَعدَ اليَوْمِ نَشاطاً بارِعاً بِرَجُلٍ فََذٍ غَنيِّ بالمَعارفِ وَالعِلُوم التِي يََسَْتَنُوها الناس البَعِيدِينَ الغُرباء كَأنَها المال الأزَلِ فِي أكفِهِم جَعَلُوها زينَةَ الدُنيا وبَهْجََتُها: وَأساس الحَياة وَقَوامُها,, فَمَنْ ذَا الذِي يَكُونَ في مُسْتَوى شَخصِيَة الشَيْخ ألحَجاري مَنْ يُنافِسَهُ بِقَلَمِ تَفسِيرهِ مِنْ مَراجِعِ وَعَـوالِمٍ وَدُعاةٍ الذِينَ هُم تَجاوَزوا مَرحَلَةَ عِلُومِهِم فِيمَا يُقَدِمُوا بلُغَتِهِم لِلناسِ العَطِشَةِ تَفاسِيرَهُم حَتى وَلَوْ كانَ حَرفاً واحِداً مَطبُوعاً وَمَنشُوراً فِي ساحَتِهِم الشِيعِيَة مُقارَنةً بالحَجاري الذِي هُوَ الآنُ فَريداً وَحدَهُ لا مُعِيناً يُناصِرَهُ في سَّدِ ضَوارعِ التَفسِيرِ وَعِلُومِه فِي ساحَتِنا الشِيعِية؟؟ وَلِلأسَفِ: ألَيْسَ هذا هُوَ مَذهَبُ أهْل البَيْت عَليهِم السَلام أنْ لاَّ يَخلُوَ فِي أيِّ وَقتٍ وَزَمانٍ مِنْ تَفسِير القُرآنِ وَعِلُومِهِ وَمعاجِزِه,, لأنَ الذِي فَسَّرَ القُرآنَ مِنْ قبْلُ قرنٍ قـَدْ خَلى مَعَهُ تَفسِيرَهُ,, وَهذا يَدِّلُ عَلى أنَ القُرآنَ هُوَ التَنزيلُ العَزيز إنمَّا قَدَّمَهُ الله تَعالى عَلى مَا هُوَ أَبْسَطُ مِنهُ لِشَرَفِهِ المُتَجَدِدِ يَحدِثُ مَعَ كُلِّ عَصْرٍ وَزمانٍ كَمَا وَرَدَ فِي قولِهِ: وَقال (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قـُرْآنَهُ)(القيامة18)
( 11 )
هذا دَلِيلٌ مَحضْ عَلى إنَ القرآنَ لَيْسَ هُوَ مَهْمُوزٌ بِتَرْكِهِ, وَإنَما وُجِبَ عَليْنا تَرتِلَهُ وَتَفسِيرَهُ, وَالأَصْلُ فِي هذِهِ اللَّفظَة قالَ الشَيخُ الحَجاري: فَمِنْ أيْنَ جِئتِمُونَّا بِهذا الافتِراء القَذر أنْ تَبعِدُونَّا عَن تَفسِيرِ قُرآن رَبِّنا فإذا أرْدتُم الوقوف عَلى سِّرِ جَلِيةِ الأمْر انظِرُوا إلى القُرآنِ تَجِدُوهُ يََتألمُ مِنْ شِجُونِهِ فِي مَذهَبِِّنا مَذهَبِ أهْل البَيْتِ وَالحَجاري وَحدَهُ يَتَألم عَلََيْهِ مِمَا أصْبَحَ مَهجُوراً بايِّتاً فِي كَلِماتِهِ مَطوِّياً عَلى رُمَّةِ وَرَقِهِ أكْثرُ مِنْ غِضُونِ عشْرينَ سَنَةً التِي مَضَتْ مِنْ بَعدِ تَفسِيرِ السَيد الطَباطَبائي لِلمِيزانِ والسبْزواري لِمَواهِبِ الرَحمن: ومَكارمِ الشِيرازي لَنْ يَتَصَفَحَهُ أحدٌ مِنْ عُلَمائِنَّا الأبْرار مِنْ بَعدِ هؤلاءِ الثَلاثَةِ لاَ رابِعاً مِنْ بَعدِهِم بِتَفسِيرِهِم القرآنِ فَلَيْسَ الإدانَةُ أنْ تَقَعَ عَلى ذِمَّةِ ألشَيخ الحَجاري بِتَفسِيقِهِ مِنكُم يا أهلَ مَدِينَة الرُمَيثة بَعدَ أنْ أكَمْلَ لِمَذهَبِكُم مُسْوَدات تَفسيَرَهُ مِا يَتَصِفُ ثَلاثونَ مُجَلَداً تارِكاً طِباعَتُها مُدَةٌ طَويلَةٌ يَتَألَمُ بانتِظارِها قائِلاً لَكُم عَسى الحَضُ أنْ يَحْضا لأيِّ مَرَجَعِ يَسْبِقهُ في تَفسِير القُرآن لِيَنالَ شَرَفَهُ المُقَدَس: وَلكِن دُونَ جَدوى وَالقرآنُ يُطالِبَهُم شاكِياً إلى اللهِ, وَالشَيخُ الحَجاري بِقَلَمِهِ هذا يُطالِب أوْلئِكَ المَراجِع وَالعَوالِم وَالدُعاة الشِيعِيَة عَسَّى أنْ يَنصِرُوه فِي مَذهَبِهِ حَتى وَلَوْ كانَ بحَرْفٍ واحِدٍ مِنهُم تَفسِيراً لِلقُرآن, يُعتَبَرُ دَواءً لِعِلَتِنَّا, وَتَقوِّيَةً لِمَذهَبِنَّا وَسَداً لِدِينِنَّا أسْوَةً بالمَذاهِبِ الأخْرى التِي جَمَعَت عِلُوماً لِلقُرآن مَا لاَّ نَهايَةً؟
( 12 )
وَلاَّ شَكٌ فِي ذلِكَ ما يَقولَهُ الشَيخُ الحَجاري وَهُوَ يَعلِنُ لِلجَميعِ لَقدْ تمَيَّزَت تِلكَ الرقعَةُ النجَفِيَة بأهلِها وَضيُوفِها وَهُم فِي رحابِ أمِيرَ المُؤْمِنينَ عَليٍّ عَليهِ السَلام, بأنَها مَأوى لِبَحرِ العِلْمِ وَالأدَبِ الذِي لاَ أدَبَ مِنْ بَِعدِهِ يُأخَذ بَنَظَرِهِ وَباعتبارِها المَرْكَز الحَيَّوي للحَوزاتِ العِلمِيَةِ وَالدراساتِ الدِينيَةِ مِنْ بِحُوثٍ خارجِيَةٍ وَسِطُوحٍ وَقراءَةِ مُقدَماتِ العِلُوم الحَوْزَويَةِ مِنْ جُملَتِها دراسَةِ وَقراءَة كتُبِ ألأئِمَةِ كَالمَلْحمَةِ الحُسَينِيَةِ وَغَيْرِها: وَشَرْحِ ألفِيَة السيُوطِي وَدِراسَةِ شَرْح اللُمْعَة وَقوانِينَ اللُغَةِ وَالمَنْطِقِ وَالعِرفان وَالصَرْف،, لِذلِكَ كانَت الحَوْزَة رافِداً مُهِماً فِي حَياةِ العُلَماءِ وَطَلَبَةِ الدِينِ المُفَكِرينَ العُظماءِ الذِينَ انبَثقتْ قِوائِمهِم مِن صَمِيم هذِهِ البيئَة المَمْلُوءَةِ بالمُفكِرينَ؟ فأصبَحَتْ مَراجِعُنَّا وَعُلَماءُنَّا يَمْتازُونَ الشَخْصِيَة الثريَة بالعِلْمِ وَالأدَبِ وَالفِقهِ والنَحُو وَالإصُول فِي رسالاتِهِم العَمَلِيَة عِبادَةٌ وَمُعامَلات مِمَّا تَعاطُوا للناسِ أجْواءً مِنَ الوَلاءِ وَالإيمان الزاخِر بالنَشاطِ العِلْمِي وَالحَيويَة الدِينِيَة,, وَلكنْ دُونَ جَدوى فِي حَياتِهِم الدِينِيَة التِي جَعَلَتهُم بَعِيداً فِي خَطواتِهِم الأوْلى فِي عَدمِ التَوْجِهِ نَحوَ مَكاتِبِ القُرآن بإكْتِشافِ عِلُومِهِ وَمَعاجِزِهِ وتَفسِيرهِ الذِي هُوَ الآن مِنْ جُمْلةِ الاُمُور التِي تَلعَب دَوْراً أساسِياً فِي تَكْوينِ شَخْصِيَة رَجُل الدِين المُقَلَد لِرسالَتِهِ بشَكْلٍ عامٍ لِلناسِ لِيُعتَبر هُوَ السَعِيُ عَطاءً عَلی صَعِيدِ الفِكْر الإسْلامِي أنْ يَكُونَ رَجُلُ الدِين هُوَ قُرآناً يَنْظَمُ مَعَ كُلِّ نَشاطاتِهِ الفِقهِيَة وَالعَقائِدِيَة,،وَمَّا هُوَ السِّرُ الذِي جَعَلَهُم بَعِيدِينَ كُلَّ البُعدِ عَنْ تَفسِيرِ
( 13 )
القُرآن؟ مَعَ إنَهُم يَمْتَلِكُونَ زُمام القِـيادَة المَرْكَزيَة الدِينِيَة, وَالرِياسَةِ وَالجاهِ وَالسِيادَةِ وَالزَعامَةِ مَعَ السِّعَةِ بالكِفايَةِ عَلى مَنْ يُوعِينَهُم عَلى تَصْحِيحِ وَتَنقِيحِ تَفاسِيرِهِم مِنْ وكَلاءٍ لَهُم وَأساتِذةٍ حَوزَويَةٍ وَطلابٍ بِجَلبِ الأحادِيثِ القِدسِيَةِ وَالرواياتِ مَعَ طِباعَتِها وَنَشْرِها فِي الساحَةِ الإسْلامِيَةِ الشِيعِيَةِ أسْوَةَ بالمَذاهِبِ الأخْرى التِي حَقَقَت وَجَمَعتْ تَفاسِيراً لِلقرآنِ مَا لاَّ نَهايَة,, مَعَ إنَهُم سُنَةٌ تَعِبُونَهُم على ثـُِمَّةِ ما يَقرَءُونَ ويُرَتِلُونَ القُرآنَ عَلى عَشْرَةِ وجُوهٍ وَبِحِزْمَةٍ آلافٍ مِنَ القُراءِ,, وَبالرغُمِ أصْبَحَ القرآنُ الكَريم وَراءَ ظهُورِ عُلَماءِ شِيعَتِنا وَكأنَهُم لا يَهتَمُوا لِتَطْبيقِ قوْلِ رَسُولِ اللهِ عِندَمَا قَدَّمَ الكِتاب عَلى العِترَةِ مُتَحَدِياً أعداءَ أهْل بَيتِهِ وَقالَ (تاركٌ فِيكُم الثَقلَينِ كِتابَ اللهِ وَعترَتِي أهْل بَبيتِي مَا إنْ تَمَسَكْتُم بِهما لَنْ تظلُوا بَعدِي أبَداً) فَعَلِمَ النَبِّيُ(ص) أنْ يأتيَّ زَمانٌ عَلى أمَتِهِ بِهَجْرِهِم القـُرآن: وَمِنَ هذا نَزَلَ بِتَصدِيقِ قولِهِ قرآناً (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً)(الفرقان30) بَلْ هِيَّ كَلِمَةٌ قرآنَيَة قالَها الرَسُول مُحَمَدٍ لأمَتِهِ وَداخَلَها الشَيخُ الحَجاري بِعَقلِهِ تَدُور حَتى أراهُ الله الرَسُولَ فِي مَنامِهِ؟ وَقالَ يا رَسُولَ اللهِ كَيفَ يُهْجر القرآنَ وَأنتَ فِي قَوْمِكَ تَحمِلَهُ,, فَسَكَتَ النَبِّيُ وَلَمْ يَتَوَردُ مِنهُ جََواباً,, فَقالَ الشَيخ الحَجاري: يا رَسُولَ الله ألَيْسَ عَلِياً وَزيرُكَ مِنْ بِعدِكَ فَكَيفَ أنْ يُهْجَرَ القرآنَفِي عَصْرِهِ وَأنَتَ تَقول أنَ عَلِياً مَعَ القـُرآنِ وَالقُرآنُ مَعَهُ,,
( 14 )
فاخبْرنِي يا رَسُولَ الله فِي أيِّ قَوْمٍ يَقَع حَدَث وقوعِ هذِهِ الآيَة فِي هَجرِهِم هذا القُرآنِ؟ فاختَفى النَبّيُّ عَنَ الشَيخِ,, فاسْتَيقظَ الشَيخُ الحَجاري فِي حِينِها مِنْ نَوْمِهِ مُتَصَفِحاً لِلقرآنِ فَعَثَرَ عَلى تِلكَ الآيَة فَبَكى مِنْ ظُلْمَةِ أهْلِ مَدينَتِهِ الرُمَيثَة بِمَا فَسَقُوه: وَقالَ رَبِّي أنتَ أعلَمُ بِقَلَمِي الذِي لَيْسَ لِي بِهِ سابِقَةَ عَلِمٍ فِي دِراسَةِ القُرآنِ بِعلُومِهِ وَتَفسِيره وَمَعاجِزهِ: كَما أنَ لَيْسَ أنَّا الكُفْء مِمَنْ تَخرَجَ مِنْ بَين يَدِي الفُقهاءِ وَالمُجتَهدِينَ وَالعُلماءِ العُظامِ الذِينَ هُم يَمْتازُونَ الاجْتِهادِ مِمَا أُخَذوا عَلی عَواتِقِهم السَعِي بمُواصَلةِ مَسيرَتِهِم الفكْريَة وَدَربهِم الحافِلِ بالبَذلِ وَالعَطاءِ وَالتَضْحِيةِ لِخِدمَةِ الإسْلامِ قرآناً وَدِيناً,, فَرَجَعَ الشَيخ الحَجاري إلى فِراشِهِ يَطْلُبُ مِنَ اللهِ السَكِينَةَ ساعَةً لِيُرَوِّعَ عَنْ نَفسهِ مِنْ فَزَعِ الرُؤْيَةِ التِي أدرَكَتْ مَخاوِّفَهُ, وَبَينَما هُوَ بَيْنَ المَنامِ وَاليَقظةِ قَدْ رأى رَجُلاً ثاغِراً يَبْتَسِمُ يَتَهاوى عَلَِيِهِ وَعَلَيهِ وقارَ شَيْبٍ وَنُوراً يَتَلألأُ عَلى جَبينِهِ كَأنَهُ البَدرُ فِي أوَلِ لَيْلَتِه: فَقالَ الشَيخُ الحَجاري أيُها الرَجِلُ, ألَيْسَ الضَّحِكُ مِنْ خُفَةِ السُفَهاءِ وَأنتَ الرَجُلُ الذِي تَخَلَقَ بِنُورِ الإيمانِ فلاَّ يَلِيقُ بِكَ الضَّحِكُ أنْ تَسْخَرَ عَلى مَنْ أحاطَتْ بِهِ مَصائِبَ قوْمه الرُمَيثَة؟؟ قالَ الرَجلُ المُشِيب: لاّ يا شَيخ, أنَّا أضْحَكُ عَلى نَصِيبِكَ الضائِِعِ الذِي ضَيَعتَهُ بِحزْمَةِ سِنينٍ مَعَ أهْلِ مَدينَتِك الرُميثَة دُونَ أنْ يَتَفَهَمُوك؟؟ فقالَ لَهُ الشَيْخ: أنَتَ رَجُلٌ غَريب فَكَيْفَ تَعَرفتَ عَلى هذِهِ المَديَنَةِ وَبَيَّنْتَ لِي ضَغِينَةِ السُفهاءِ مِنهُم غَيرُ الشُرفاءِ؟؟
( 15 )
قالَ الرَجُلُ المٌشِيب: ألَيْسَ أنَ الطائِرَ الحُر لاَّ يَضَع بيْضَهُ فِي مَوْضِعٍ مَنْ لا يَدْري أَينَ هُوَ: قالَ الحَجاري بَلاَّ: أنَّا ضَيَعتُ وَقتِي مَعَ أهلِّ مَدينَتِي كَمَا ضَيعَ الطَيْر بِيُوضَهُ: وَلكِن اخْبِرَنِي بِاللهِ عَلَيْكَ عَنْ سِّرِ الأمْر, هَلْ لِي نَصِيبٌ لأرتَقِيَّ المِنبَرَ الحُسَينِي بِجََدارَةٍ حُسينيَةٍ لأجِيلَ مِنْ نَوابِغِ الخُطباءِ عَزاءاً,, قالَ لَهُ الرجُل المُشِيب: لاَّ يا شَيخ أنتَ أجْدَرُ عُنصِراً وَفذاً لاَّ تَتَنافى فِي قِيَّمِ شَخْصِكَ لأنَهُ لَمْ يَأتِي بِمِثلُكَ فِي مَشارِفِ العَقدِ الأوَل وَلاّ الثانِي: فأنَتَ الدَواءُ الذِي يَقَعُ عَلى الجَرْحِ المُلْتَهِبِ فَيُطِيب؟؟ قالَ الشَيخُ الحَجاري: فَمَا وَراءُ هـذا المَدحُ, قالَ الرَجُلُ المُشِيب: أنتَ لَيْسَ ذاكَ الذِي ألْهَمَكَ ربُكَ أنْ تَرتَقِيَّ المَنبَرُ الحُسَينِي كَما ارتَقاهُ غَيْرك فهُناكَ مَنْ يَسِّد حاجَةُ المِنبَر المَلايَّينَ مِنَ الخُطباءِ وَالمُعَزينَ,, قالَ الشَيْخُ الحَجاري: يا رَجُل أنتَ أبلَغُ مِنِّي بِكَثِيرٍ فَكَيْفَ يُسالِجَنِي العَقل أنْ أترُكَ سَبيلُ الحُسَين فَهَل يَضِيعُ لِيِ أجْرٌ ما جَهَدتُ وَقَرَأتُ وَحَفَظتْ فِي سَبيلِهِ دُونَ أنْ لاَ أرتَقِيَّ مِنبَرَهُ الشَريف؟؟ قالَ الرَجُلُ المُشِيب: لاَ يا شَيخ أنتَ مِن هُنَّا وَمِنَ الآن قدْ أرادَكَ اللهُ تَعالى لَهُ لاَ لِلحُسَينِ فِي مَنبَرِهِ, فَقالَ الحَجاري: لا يا رَجُل؟الحُسَيْنُ هُوَ السِلَم الذِي أنْدَرِجُ بِهِ إلى اللهِ ؟ قالَ الرَجِلُ المُشِيب لا يَشَيخ سَوْفَ تَرى اللهُ مَعَ الحُسَين وَالحُسين مَعَكَ: قالَ الشَيخُ الحَجاري كَيْفَ لِي أنْ أرى اللهَ وَالحُسَين مَعِي قالَ الرَجُلُ سَوفَ تَراهُمَّا بِقَلَمِكَ الذِي مَدادَهُ ماءَ قَلْبُكَ مَا تَكْتُب نُوراً بِقُرآنَه؟
( 16 )
فَاخْتَفى الرَجُلُ المُشِيب الذِي أدناهُ اللهُ لِلحَجاري فِي مَنامِهِ: وَإذا بالشَيخُ قََدْ اسْتَيْقظَ مِنْ نَوْمِهِ مَشْرُوح الصَّدر, مَصْقُولُ الذِهنِ مُطْلَقُ النَفس بالأمَلِ, وَقدْ أُفسِحَت أمامَهُ رُقعَة البُشْرى حِينَ رأى تَعزيزاً مِنْ رُؤيتِهِ الصادِقَةِ بشارَةً لِنبُأتِهِ التِي أوْصَلَتهُ فِي نفسِهِ مِنْ مَخايِِّلِ الرَجاءِ,, فَسَّرَت فِي نَفسِهِ رَوْعَةً وَهَزَة فؤادَهُ فَرْحَةٌ, وَأجَجَّتْ في لُبِ قَلْبِهِ نار الشَوْق مُهْجَةٌ تُؤْنِسَهُ, وَأُلْهِبَتْ أُوارَ الهُيام لَّهْفَةُفِي عَقلِهِ: فاتَضَحَ لَهُ مِنْ خِلالِ رُؤيَتِهِ هذهِ بِأنَ الرِّزْقَ الذِي يُلاحِقَهُ لاَ يَسُوقَهُ حِرْصَ حَريصٍ، وَلاَّ يَرِّدَهُ كَراهِيَةَ كارِهٍ: فإنَهُ لَيْسَ لأحِدٍ أنْ يَفِرَ مِنَ المَوْتِ كَمَا إنَ الرِّزقَ لاَ يَفرُ مِنهُ,, فَنِعمَةَ ربُّكَ تَقول: لاَ يَدرك أحَدٌ رزْقهُ كَمَا يَدرِكَهُ المَوْت مَعَهُ؟؟ هذا هُوَ الرزْقُ الذِي جَعَلَهُ الله لِلشَيخ الحَجاري بَيْنَ الطاقَةِ وَالراحَةِ وَاليَقِين وَالرِّضا, فَفَطَنَ الشَيخ وَعَرَفَ الرِّزْق وَمَّا وَراءَهُ, بأنَ اللهَ مَا أرادَهُ أنْ يَكُونَ خَطيباً حُسَينِياً بَلْ أرادَهُ رَبَّهُ لِحِكمَتِهِ فِي تَفسِير قرآنَه الذِي خَلى مِنْ مُفَسِريه فِي عَصْرِهِم هذا فأصْبَحَ مَهْجُوراً عَلى رُمَّةِ وَرَقِهِ سِنِيناً؟؟ هذِهِ هِيَّ ثَمَّة الرُؤيَا وَحدَها شاءَتْ بِها إرادَة الله أنْ يُعجِزَّ المُنافِقِينَ لِيُوقِفَهُم ذاهِلينَ إذا تَصَّوَبَ سِهامَهُم فَهِيَّ إلى نحُورهِم لاَ يَستَطيعُونَ رَدَّها وَلاَّ هُم يَنْظرُون,, تِلْكَ حِكْمَةٌ أرادَها الله أنْ يَجريَّ المُعجِزَة عَلى يَدِ الشَيخِ الحَجاري بِقَلَمِهِ دُونَ عَدََدِ الصِفُوفِ تُحاكِي أوْلِئِكَ الذِينَ درَسُوا وَبَرَعُوا فِي عِلومِهِم عَلى يَـدِ مَراجِعِهِم وَعُلمائِهِم بِكُلِّ كَنائِنِهِم لِيُقارنُوا مَا اسْتَنفِذُوا كُلَّ جِهُودِهِم
( 17 )
فمَنْ ذَا الذِي هُوَ أقوى فِي مَحَّطِ السَبْق: أهُوَ اللهُ المُلْهِمُ الذِي ألْهَّمَ الشَيخ ألحَجاري وفَسَّرَ القُرآنَ وَأعطى؟؟ أمْ العُلَماءُ الذِينَ دَرَسُوا أرْبَعُونَ عاماً وَأكْثرُ مِن علُومِ الحَوزاتِ بِصِفوفٍ مُتَعَدِدَةٍ بِغايَةِ بَراعَتِهِم: فَهُم عَنْ غَيرِ ألحجاري مِنَ الأعمالِ والإجْتِهادِ فِي تَفسِيرِ القُرآنِ أعجَز,, فَعِندَها غَرِقَ الشَيخ الحَجاري بأفكارِهِ يُخاطَب نَفسَهُ وَقالَ: إنَ هذا العَملُ القُرآنِي لا يَنالَهُ إلاَّ ذُو حَظٍ عَظِيمٍ: فكَيفَ لِيِ أنْ أقومَ بتََحريرِ مُخْتلَفِ العلُومِ وَالقضايا وَالمَواقِفِ الإسْلاميَةِ المُهِمَةِ قُرآناً دُونَ أنْ أمتازَ دَرَجَةً حَوزَوِّيَة فَداخَلَهُ الرَيْبَ فِي يَقِينَهِ, وَتَخالَجَهُ الشَكَ فِي عَقيدَتَهِ وَهُوَ يُرَدِدُ (لالالا) هـذا لاَّ مُحالَةَ لِي أنْ أكُونَ مُفَسِراً لِلقُرآنِ دُونَ أوْلئِكَ المَراجِعِ وَالعَوالِمِ الشِيعِيَةِ فَرَمى القَلَمَ مِن يَدِهِ خِشْيَةَ أنْ لاَّ تَلـُوكَ الألْسِنَة الحَدِيث عِرضَهُ تارِكاً أمَلَهُ يَِتأمَل نَجاح عُلَماءِ أمَتِهِ عَسى أنْ يَحضُوَّ حَضْوِّهُم بِتَفسِيرِهِم القُرآنِ قَبْلَ أنْ يَحضاهُ الشَيْخ ألَحجاري بِقَلَمِهِ؟؟ وَلكنْ دُونَ جَدوى بالسَعِيِّ مِنهُم بِعدَ فَواتِ الأوانِ الطَوِّيل, فَراسَلَهُم الشيخُ عَلى هذا المَعنى المَذكُور لِسِتَةِ وَثمانِينَ عالِماً وَمَرْجِعاً فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لِقَوْلِهِ بِمَّا طَلَبَ مِنهُم تَفسِير القُرآن؟؟ هكذا كانَ الشَيخُ ألحَجاري مَا أظَهَرَ لَكُم مِنْ قوْةِ إيمانِهِ, وَأُصْقِلَ بِكُم عزيمَتَهُ فِي إعلانِهِ نُورَ بَصِيرتِهِ: حَتى تَهاوَت الناسُ عَليهِ لِحُسْنِ خُلِقِهِ وَتَواضِعِه الذِي هُوَ ضرُوري لِكَسْبٍ جماهيريَةٍ وَاسِعَةٍ تُعَززُ مِنْ مِنزِلَتِهِ بِتَفسِيرهِ الذِي
( 18 )
خَرَقَ بِه الحُجُبَ بالحُجَةِ وَالبُرهانِ بِلُغَتِهِ البَلِيغَةِ فِيمَّا اختَلَفَ مَعَ عُلَماءِ المُسْلِمِينَ بِبَعضِ التَفاسِيرِ قرآناً,, وفِي المُقابِلُ لاّ َيَعتَبَر الشَيخ تَفسِيرَهُ تَحَدِياً عَلى مَنْ قامَ وَفَسَّرَ القُرآن الكَريم وَلاَّ يَنْظرُ بالعَيبِ وَالشَنِئانِ لأهْلِ مَدينَةِ الرُميَثَة الذِينَ عابُوهُ وَسَخَرُوا مِنهُ وَكَفَرُوهُ فِي دِينِهِ: وَلكِنَهُ يَوْصِي بِذلِكَ وَيَتَألم عَليهِم وَيَقول أفَلا يَنظرُونَ الشُرفاء بِمَّا حَدَثَ مِنَ السُفَهاءِ الرَّد القَبيح عَلى ذلِكَ العالِمُ الجَلِيلُ المُرتَقِي إلى السِلَّمِ القُرآنِي مَعَ مُقارَنَتِهِ بالعُلَماءِ وَالمَراجِعِ بَتَفاسِيرِهِم بِنَظرَةٍ مِنَ المُبالغَةِ حَتى يَضعُوهُ فِي صُورَةِ الرَجُلِ الخارقِ لِلعادِةِ المَوهُوبِ مِنْ نِعَّمِ رَبِّهِ الكَريم بأنَ ذلِكَ الرَجُلُ هُوَ وَحَدُهُ فِي الساحَةِ الشِيعِيَة الإسلامِيَة يَقُود المُجتَمَعات المُختَلِفَة بِمَذاهِبِها قُرآناً مِنْ تِلكَ الشَخصِيَاتِ المَرمُوقة وَالإعلام البارزَة مَعَ تَقيِّمِهِم الصادِقِ إلَيهِ بِعَشَراتِ الآلافِ مِنَ الرَسائِلِ وَالأسْئِلَةِ التِي اتخََذت لَهُ حَيِّزاً جَوْهَرياً بالنَظَرِ المَشْهُودِ وَالمَلمُوس عَبْرَ قََنَواتِ الانتَرنَت تَقيِّيماً لِهذا الشَيْخ الحَجاري الجَلِيلِ الذِي وارَعَ النَفسُ الزكِيَة فِي تَراكُمِهِ الفِكْري وَالعَقائِدِي وَالفقِهِي بَتَفسيرِهِ علُومِ القُرآن وَمَا ظَهَرَ مِنْ مَعجِزِاتِهِ فِي باطِنِهِ وَظاهِرهِ بأنَ لَهُ مِنْ تَراكُمٍ تَفسِيرٍ ناجِحٍ جَعَلَهُ تارِيخاً وَثَواباً لَهُ مِنْ خِلالِ خِدمَتِهِ لِلناسِ أجْمَعِينَ,, فإنَ الشَيخَ الذِي كَنى ذاتَهُ بالشَيخِ الحَجاري الرُميثِي فاتَصَفَ اسْمَهُ بإسْمِ مِدينَتهِ الرُمَيثَة لِمَحَبَتِهِ إليهِم تارِكاً اسْمَ عَشِيرَتِِه وَلَقَبَة وَأهْلَهُ, وَهُوَ لاَ يُريدُ ( 19 )
أنْ يُناقِضَ شَخْصَهُ بِتَفسِيرهِ دَرَجَة العُلا عَليْهِم كَغَيرهِ مِمَنْ أرادَ بَيْنَ الارْتقاءِ إلى السَماءِ أوْ الهبُوط بهِ إلى الحَضِيضِ بتَقيِّيمِ شَخْصِهِ كَغَيْرِهِ مِنهُم لَهُ,, بَلْ أرادَ مِنْ أهْل مَدينَتِهِ أنْ يَكفُوا عَنهُ نِفاقَهُم: بَعدَ أنْ عَرَفَهُم إنَهُم لَيْسُوا هُم أؤلئِكَ الرِجالُ بتَحْقيقٍ قوْلِهِ عَزَّ وَجَل بتَأوِّيلِهِ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) بَلَ كانَ العَكْسُ مَا جَرى مِنهُم بأنَ هذا الشَيخ لَيْسَ مِنْ بَينِهِم مِنْ هذا القَبيلُ كَغَيرِهِ لِيَعرفُوهُ ويَتَعارَفوا بِهِ فَنبَذتِمُوهُ حَسَداً وَبَغياً مِنهُم عَلَيهِ؟؟ وَمَا كانَ أمَلَهُ إلاَّ باللهِ تَحقِيقاً لِقَولِهِ فِي أجْرِ الآخِرَةِ بِمَايَتَحَققَ لَهُ الثَواب (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فَلاشَكٌ أنَ شاشَة الأنترنَت هِيَّ اليَوْم مِنْ أهَمِ الوَسائِلِ الإعلامِيَةِ المُتَطوِّرَةِ وَمِنْ أضْخَم الأجْهزَةِ العِملاقةِ فِي الدَعايةِ والنَشْرِ وَالتثقِيفِ الإسْلامِي الذِي لا يَزُولِ مَثلَّما تَزُول بَرامِج التَلفزيُون فِي حِينِ مُشاهَدَتِها: فَتَناثَرَت تَفاسِير الشيخُ وَمُحاضَراتَه مِنْ خِلالِ النَشْر وَالنَسْخِ المُتَبادلُ بَيْنَ المُجتَمَعاتِ عَلى مرُورِ الأيام,, فاشْتَهَرَ مِنْ خِلالِها, وَلُقِبَ بِلِسانِ الشِيعَةِ الناطِق قُرآناً, وَهذا اللَّقبُ هُوَ حَقاً اسْمٌ عَلى مُسَمى مِمّا يَخُوض القُرآن فِي الساحَةِ وَحدَهُ, فإنَ اللهَ تَعالى القاهِر عِبادَهُ لَهُ مَوْعِداً لَنْ يخْلِفَهُ يَوْم القِيامَةِ لِيُعَذبَ بِما جَنَّتْ يَداهُ فَيُسِيقَ بِهِ إلى النارِ آثِيماً وَبئْسَ مَصِير الظالِمِينَ,, وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ, والصَّلاةُ والسَلامُ على أشْرفِ الخَلْقِ سَيِّدِنا مُحَمَدٍ وعَلى أهْلِّ بَيْتِهِ الطاهِرينَ,,
لا فَـرْقَ بَيْنَ السيد كمال الحَيْدَري والشيخ الحَجاري
في هذا المَقال الذي طالَبنا بِهِ العُلَماء بتفسير القرآن
ولهذا أرسَـلَ كَمال الحَيدَري شَريطاً صَوْتِياً للحَجاري
يُبَينُ فِيهِ شَجاعَة المُفَسِر لِلقرآنِ دُونَ الفَقِيهِ المُجْتَهدِ
إذا ما لَم يَكُن مُفَسِّراً وَبعكْسِهِ فَلَنْ يَكُن عِندَنا فَقِيهاً,,
| |
| | | | طالع السيرة الذاتية بحياة العلامة المفسر للقرآن الشيخ الحجاري الرميثي من العراق ما كان له وعليه | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|