شيخ كريم الحجاري الرميثي {{عضو جديد}}
عدد المشاركات : 93 العمر : 68 الدولة : العراق العمل/الترفيه : لسان الشيعة الناطق محقق ومفسر للقرآن الكريم تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: أخطر هجوماً استخدمه العلامة الشيخ الحجاري الرميثي ضد من صرح أنا أعلم الموجودين من العلماء الجمعة مايو 02, 2014 8:37 pm | |
| تَفسِيرُ (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) (سُورَةُ القِيامَة آيَة:4) أخْطَرُ هجُوماً اسْتخدَمَهُ العلامَة الشيخ ألحَجاري الرُميثي مُفسِر القـُرآن ضِـدُ مَـن صَرَحَ وقال أنا أعلَم المَوجُودينَ مِنَ العُلماءِ فِي دِيـنِ الله تعالى بيانٌ فِيمَّا أقولُ لكُم: صَحِيحٌ أنَ هُناكَ مَن يَدَعِي ويَقول أنا أعلَمَ المُوجُودينَ وَصَرَحَ بِعلمِيَته بأنَهُ آيَة الله العُظمى الكَبيرُ على الناسِ فِي دينِ اللهِ, أوْ إنَهُ رُوح الله المُجتَهِد الكَبير في نِفُوسِ العِبادِ فَأجبَرَهُم على تَقلِيدِهِ,, حَسَناً: إذا كانَ هُوَ ذاكَ المَرْجِعُ الكَبيرُ فِي نِفُوسِ مُقلِدِيه فَليُعَرِفَ لِي مَا مَعنى (البَنانُ) فِي دِينِ اللهِ لأتبِعَهُ قَبَلَ أنْ يَسْتَفتِيَ لِمُقلِدِيه أنْ يَنتَخِبُوا بِبَنانِهِم مَنْ هُوَ أفضَلُ وأنزَهُ عُضْواً لِلبَرلمانِ العِراقِي؟ وَإنَ قالَ لِي لا أُعَرِفُ لَكَ البَنانُ حَتى تُطِيعَنِي فِي أمْري: فأقولُ لَهُ ما الحِجَةُ عَلى دَلِيلِ قَوْلِكَ إذا ما لَمْ تَكُن أوَلاً مُفَسِراً وَنظِيراً لِي ثانِياً قبلَ أنْ تَكُونَ فَقِيهاً فِي دِينِك؟؟ أمَا بِخِصُوصِ (البَنان) المَذكُورُ فِي القُرآنِ أنّا أعرِفَهُ بِهذا التَفسِيرُ المُفَصَل لَكُم قَبلَ أنْ يَعرفَهُ المَرْجِعُ اللاحِقُ بَعدَ الأوَلِ والأخِيرُ بَعدَ الحاضِرِ لَمْ يُعَرِف لَنا أحَدٌ كانَ ماضِياً فِيهُم أمْ حاضِراً مِنهُم مَعنى البَنانُ الذِي يُنتَخِبُ بِهِ الناخِب أهُوَ بَصْمَةُ الإبْهام التِي حَكِيَ اللهُ عَنها فِي قُرآنه؟؟ وأقول: فَمَن ذا الذِي كَشَفَ بَصْمَة الإبْهام قُرآناً أهؤلاء العُلماء فِي دِينِهِم أمْ واحِدٌ مِنَ اليَهُود الذي لاّ يَرْبِطَهُ صِلَةٌ بالقُرآن اكْتَشَفَ فِيمَا خلقَ اللهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى البَشَرَ مُتَشابهِينَ فِي الخَلْقِ وتَركِيبِ الخَلايا الوَظِيفِيَةِ, إلاَّ إنهُ فِي بِدِيعِ الصانِع جَعَلَ اللهُ مَعَ كُلِّ هذا التَشابِه فِي خَلْقِهِ لا يُوجَد شَخْصان يَمْلُكان نَفْس خَصائِص البَنان فلكُلٌ منهُ بَصْمَتهُ التِي يَنفَرِد بِها عَن غيْرهِ ولاَ يُمْكِنُ تَخمِين فَتِح بَصْمَتَهُ مِثلما نَسْتَطِيع تَخْمِين كَلِمَة السِّر بِمِفتاحِها, وَلكِن هُناكَ قياساتٌ حَيَوية تَتعرَضُ لِعملياتِ الخِداع الذكِيَة فَتُوَقِف مَزايا اسْتِخدام نِظام التَعرُف عَلى البَصْمَةِ وكُلُ هذا لا يُعتَبَر قِياساً فتَبقى البَصْمةُ بَصْمَةً فهذا هُوَ السِّرُ الإلهي الذِي تَحدى بِهِ عِبادَهُ أنْ يَأتُوا بِمْثلِها أوْ بِمِثلِ إعجازِهِ فَلاَّ يُخْرِجَهُم عَن كَوْنِهِم مُعجِزَةً مِنهُ وَلكِن فَلا حَوْلَ لِقوَتِهِم عَلى الإِتيانِ: والدَلِيلُ عَلى ذلِك فالسارقُ الذِي يَسْرِق بصَمَةَ إبهامِ نائِمٍ فلَنْ يَسْتطِيعَ اسْتِخدامُها كَوَسِيلةِ تَحَققٍ مَدى الحَياة كَما قال رَبُّكَ عَنْ قُرآنِه لا بالفَصاحَةِ والبَلاغَةِ بَلْ فِي الإعجاز (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)مِثالاً عِلْمِياً يَدِلُ عَلى اختِلافِ خَلايا البَصَماتِ: فَمنهُم تَدخِلُ خطُوطَ بَصْمَتَهُ مِن جانِبٍ وَما تَتَجِهُ إلى جانِبٍ آخَرٍ مَعَ ارتِفاعٍ وتَمَوجٍ فِي الوَسَط أو الأعلى فلا يَعرفُها إلاَّ الخَبير الجِنائِي الذِي يَسْتَخدِمُ نِظامَ التَحَكُم مِنَ الهَوِّيةِ عَلى هَويةِ الشَخْص المُشْتبَه بِهِ عن طَريقِ مُقارنَةِ القالَب المُدَخَل لِلَبصْمَةِ معَ قالِبِ بصْمَتِهِ المَخزونَةِ في النِظامِ ألتَأكُدِي فَتكُونُ عَمَلِية المُقارنَة بينَ القالَب المُدَخَل والقالَب المَخزُون فَتُعرَف شَخصِيَتَه, فَسُبْحانَ الذِي عَلَمَ الإنسانَ ما لَمْ يَعلَم ثُمَ أحتَجَ عَلى عِبادِهِ بِخطُوطٍ بارِزَةٍ تُعرَفُ بالأخادِيد تَتمادى وَتلتَوِّي وَتَتَفَرَع بِفرُوعٍ مُختَلِفَةِ الشَكَلِ والأبعادِ تَترْكُ أثرَها عَلى كُلِّ جِسْمٍ تَلْمِسَهُ لِيُعرَفَ بِها الإنسانُ مِن خِلالِها بِهَويَتهِ دُونَ إنكارٍ مِنهُ,,وَعَلِمَ اللهُ أنَ هُناكَ مِن هُوَ أجْدَرُ فِي خَلقِهِ فِي اكْتشافِهِ بصْمَةِ الإبهام التِي تُنَبِه الإنسانَ لِمَّا يُعْرَف بِها بالسِّماتِ الحَيَويَةِ التي تُحَقِق مِنْ مَعرِفَةِ هوَيتِهِ, وَبالرُغَمِ مِنَ البَراعَةِ فِي انتِحالِ الشَخصِياتِ وما يَعتَري الإنسانُ بارتِكابِ الجَرائِمِ التِي لا يُكْتَشَف بِها بِجُرْمِهِ إلاّ مِن خِلالِ بَصْمَة الإبْهام, فلَقد كانَت البَصْمَة ولاَ تَزال أحَد الشَواهِد الإعجازِيَة عَلى عَظمَةِ اللهِ فِي خَلقهِ الذِي أتقَنَ كُلَّ شَيءٍ وَسَواه, حَتى فِي تَعرُض الإنسان لِلإمْراضِ والحَوادِث مِنذُ ولادَتِهِ وَحَتى وفاتِهِ, كَما أنَ البَصْمَةَ لا يُمْكِنُ أنْ تَتَطابقَ شَكلاً حَتى بالنسْبَةِ لِلتَوائِم المُتشابِهَيْنِ فِي الوَجهِ والأعضاءِ, وَتبْقى هِيَ السَماتُ التِي يَبْصِمُ بِها الإنسانُ وَثائِقَهُ وعِهُودَهُ بِتَنازل أمْلاكهِ لِغَيْرِه,, ومِنْ هُنا أصْبَحَت بَصْمَة الإبهام أحَد الدَلائِل والشَواهِد القاطِعَة التي يُسْتَدَلُ بِِها فِي المَحاكِم أصْبَحَت مِنَ الجِهاتِ القانُونِية وَمُسْتَمسَكاً فِي اكْتِشافِ مُرتَكِبِي الجَرائِم الذِينَ يَتركُونَ أثراً لِبَصَماتِهِم عَلى الأشياءِ, كَذلِكَ أصبَحَت بَصْمَة الإبهام مِفتاحاً يُثَقَ بِهِ بِفَتحِ الحِسابِ الجاري وَسَحْبِ إيداع المَبالِغ مِنْ خَزائِنِ المَصارِف ومَا يُخفى عَلى البَصمَةِ مِنْ أمورٍ لَمْ تَظهَر بَعد؟؟ فَمّا ذَنبُ القِرُونَ الأوْلى وَالأجْيال التِي فـُنِيَت أعمارَها إذا وَقفوا مِنْ يَوْمِ القِيامَةِ وشَهَدُوا الرَجْعَة والنِشُور (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) أمْ يُذكِرَهُم اللهُ (بالبَنان) الذِي أعادَهُ لَهُم كَما سَواهُ أوَّلَ مَرَّةٍ لِيَشْهَدُوا عَلى أنفُسِهِم بِهِ, فَهَلْ يَقُولُونَ يا رَبَّنا (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا (49) أمْ يَقولُونَ ما البَنانُ الذِي لَمْ نَشْهَدُ إعجازَهُ فِي حَياتِنا لِنَشْهَدُ بِهِ يَوْمَ الحِساب: رَبَّنا فَمَنْ هُوَ المُقَصِرُ بِشَأنِنا نَحنُ أمِ العُلَماءُ المُقصِرُونَ الذِينَ بالَغُوا بتَسْمِيَةِ عِلْمِيَتهُم بأنَهُم حجَجُكَ فِي أرْضِكَ عَليْنا يَكْتِمُونَ بِمَا يَسْتَبدِلُونَ فِي صِدُورِهِم مِنَ الإيمانِ قَلِيلاً لَنا رَبَّنا فَقَوْلُكَ الحَقّ (أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) كَونهم لا يَفقَهُونَ ما البَنانُ فِي كِتابِكَ المُبين كَما أوْدَعتَ قَوْلُكَ الحََّق وَأنذَرْت (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ)(آل عمران:77)وأكَررُ قَوْلِي بالأحرى هذا لا يُنكَر لَعَلَهُ المَرْجِعُ الواثِقُ بنفسِهِ لِلناس هُوَ مِن أقدَمِ وَأبْرَزِ الَمَجُودِينَ بِهذِهِ السِمات والصِفات لا يَخْفِيَّهُ شَيئاً فِي أمُورِ الدِينِ مُتَقَدِماً فِي عَصْرِ النَهضَةِ مِمّا يَستَحدِثُ مِنْ آياتِ الله المُتجَدِدةُ فِي كُلِّ شَأنٍ وَوَقتٍ لِتَجَدَدَ مَعَها اسْتِنباطاً وَفعَلاً لاَ يَردُهُ أحَداً لِقُوةِ دَلالَتِه؟؟ ولكِنْ لَمْ نَجِد هذهِ الصِفات مَعَ تَقَدُمِ كُلّ عَصْر فِي مَرْجِعٍ أوْ عالِمٍ مِنْ الأولِينَ والآخرينَ اكتَشَفَ لَنا مِنْ باطِنِ القرآن بَصْمَة الإبْهام التِي أشارَ اللهُ إليها قُرآناً بِصِفاتِها المُمَيزَةِ جَعلَها الخالِق لِكُلِّ شَخْصٍ مِنْ خَلقِهِ سِماتٌ فِي البَنان تُشَكَل عِندَ الجَنِين حَتى الأشْهُر السَبْعَة الأولى مِنْ تَكْوِّينهِ وَهُوَ فِي بَطْنِ أمِهِ وَتبْقى معَهُ طِيلَةَ حَياتَه كَما ظّنَ الإنسانُ بِعَدمِ رَجْعِهِ بَعدَ المَوْتِ وبَعدَ الوَعد والوَعِيد والخرُوج مِن ثرْى الأجْداث قالَ عَزَّ مَنْ قال (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) هذِهِ الآيَة نزلَت فِي عَدِي بن رَبيعة حِينَ جَمَعَ قُرَيشاً خَلفَهُ مُسْتهْزئِينَ بالنَبيِّ الأكرَمِ مُحَمَدٍ واتَهمُوهُ بالجِنُونِ حِينَ أنبَئَهُم بِيَوْمِ القِيامَةِ التِي يُكْثر فِيها اللَّوم فِي النَفسِ اللَّوامَة: لَوامَةٌ مَرَتَيْن عَلى ترْكِ الطاعةِ وإنكارِها البَعث والنشُور: فَقالَ عَدِي لوْ عايَنتَ يا مُحمَد هذا اليَوْم لمْ أُصَدِقُكَ أوْ يَجْمَعَ اللهُ هذهِ العِظامُ بَعدَ أنْ تَصْبَحَ رَمِماً,, ويَبْقى السُؤالُ هُنا لِلعُلماءِ الآياتِ العُظمى الذِينَ لا يَعرفُونَ كَيفِيَة مَعنى البَنان لِيُدِنُوا أنفُسَهُم: أقول: لِماذا تَحَدى اللهُ سُبْحانَهُ المُشركِينَ مِنْ قُريش بِجَمْعِ البَنانِ بَعدَ المَوْتِ لاَ بإعادَةِ المُخ مَثلاً أوْ جَمْع العِظام الكَبيرَة والمَفاصِل أوْ الأعضاء الباقِية لِلجسْمِ, هَلْ أنَ البَنانَ أكْثرُ تَعقِيداً أمْ ماذا تَقُولُونَ يا عُلماءُنا بعدَ أنْ خُيْبَت الأقلام وأصْبَحتُم سَبَباً بإدانَةِ العِبادِ مِنْ يَومِ الحِساب,, وَفِي الجَوابِ أقول: لقَد أكْتَمَنَ السِّرُ في إرادَتِهِ تَعالى مُوْدِعاً لِعصْرِ النَهضَة لِيُلْفِتَ اللهُ انتِباهَنا لِهذهِ المُعجِزَة العِلمِيَة الثابِتَة التي لنَ فكاكَ لَها, وَجَرى القَلَمُ عَلى قَوْلِ المُكَذِب مَن يُحيِّي العِظامَ وَهِيَّ رَمِيم فنزَلَتِ بِهِ الآيَة تُذكِرُ إنكارَهُ لِيَوْمِ القِيامَةِ فَرَدَّ عَليهِ الله تَعالى وَقال (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) دُونَ العِظامِ الكَبيرَة التِي لا تُؤمِنُ بِرَجُوعِها بَعدَ رَمِيمها بَلْ قادرينَ أن نُرْجِع لَكَ سِمات البَنان وَهيَ الشَرائِحُ الصَغِيرَة لِلإبهامِ التِي لا تُرى إلا بالمِجْهَر الدَقيق,, وَفي الغرُور المَذمُوم قالَ اللهُ تَعالى (وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) فالغَرُورُ هُوَ الشَيطانُ كَونَهُ فاعِلاً فِي إغوائِهِ لِيُنسِيَكُم حِلْم الله وَإمْهالَهُ لكُمْ كَما نَسِيَّ مُوسى نَبيّ الله الحُوتَ عِندَ الصَخرَةِ ما بَينَ مَرْجِ البَحرينِ؟؟ فَكَيفَ والحالُ بعُلمائِنا إنْ صَحَ قَوْلَهُم بهذهِ العَناوّينُ التِي مَا أنزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلطانٍ فإنَها لاَ تَسْري تَصدِيقاً للأعلَمِيَةِ العُظمى إلاَّ في عِقُول السُذَج مِنَ الناسِ المُقلِدِين لَهُم ولأوْلئِكَ الذِينَ خَفِيَت عَليهُم كَلِمَةٌ واحِدَةٌ فِي القرآن لا يَعرفُونَ تَفسْيرُها ما المُرادُ مِن مَعنى (البَنان) حَتى سَرى فِي عِقُولِهِم الداءُ مُنتَشِراً بِغيْرِهِم سِنِناً وَقُرُوناً إلى يَوْمِنا هذا وَبِعَدَمِ اكتِشافِهِم لِذلِكَ البَنان الذِي ذَكَرَهُ الله فِي قُرآنِه إنَهُ أحَد البَراهِين فِي جِسْمِ الإنسان يَومَ يَخرُج مِنْ ثرى الأجداثِ فيُعِيد الله بَنانَهُ كَما سَواهُ وَهُوَ فِي بِطْنِ أُمْه؟؟ ولكِنّي لَنْ أترِكَكُم عَلى وَبالٍ سَخِيفٍ إذا مَا لَم تَطلِعُوا عَلى الخَطَأِ الخَطِير المُنتَشِر داءَهُ فِيما أصبَحَ وَباءً عَلى الآخَرين مِنَ الأجيال كَما أوَلَ السيد الطباطبائِي تَفسِيرهُ لِلبَنان سارياً بِداءِ الخَطأِ نَقلاً مِنْ أولياءِهِ الأوَلِينَ وَقال (وتَخصِيصُ البَنان بالذِكْر لَعلهُ لِلإشارةِ إلى عَجيبِ خلقِها بمَا لها مِن الصُورِ وخصُوصِياتِ التركيب والعدد تترَتب عليْها فوائدٌ جَمَة لا تُكاد تُحصى مِن أنواعِ القبْضِ والبَسْطِ والأخذِ والرد وسائِرِ الحَركاتِ اللطيفةِ والأعمالِ الدقيقةِ والصنائِعِ الظريفةِ التِي يَمتازُ بها الإنسانُ مِن سائِر الحَيوان مُضافاً إلى مَا عليْها مِن الهيئاتِ والخُطوطِ التي لا يَزال يَنكَشِف لِلإنسان مِنها سِرٍّ بعدَ سِرٍّ, وقِيلَ: المُرادُ بتسويةِ البنان جَعِل أصابِع اليَدين والرجلَين مُْستوية شَيْئاً واحِداً مِن غيرِ تَفريقٍ كَخُفِ البَعِير وحافِر الحمار، والمَعنى قادِرينَ على أنْ نجْعلها شَيئاً واحِداً فلاَ يقدرُ الإنسانَ حينئذٍ على ما يَقدر عليهِ معَ تعدِدِ الأصابِع مِن فنونِ الأعمالِ، والوجْه المُتقدِم أرْجَح,, وَفِي تفسِيرِ التِبيان ج 10 للإمامِ الشيعَة الشيخ الطُوسِي عَن كيفِيةِ البَنان قَالَ نَقلاً عَمَّا قالَ الحَسَن: اللَّوامَة هيَ التي تلُوم نفسَها على ما ضَيَّعت مِن حَقِّ اللهِ يَوْم القِيامَة، وهيَ نفسُ الكافِر, وقِيلَ مَعناها أنَها تلُوم نفسَها في الآخِرةِ على الشَرِّ لِمَ عمَلتهُ وعلى الخَير هَلا اسْتكْثرَت مِنهُ وقوْلهُ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ) صُورَتهُ صُورَة الاسْتِفهام ومَعناهُ الإنكارُ على مَن أنكَرَ البَعث والنِشُور، فقالَ اللهُ لهُ أيظنُ الإنسانَ الكافِر أنْ لنْ نَجمَع عِظامَه ونُعيدَهُ إلى ما كانَ أوَلاً عليهِ, ثمَ قالَ: ليسَ الأمرُ على ما ظنهُ (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) قالَ ابن عباس يَجْعل بنانهُ كَالخُفِ والحافِر فيَتناوَل المَأكُول بفَيِّه، ولكِننا مَنَّنا عَليه, وقالَ قتادة كَخَفِ البَعير أو حافِر الدابةِ: إنتهى,, وَفِي تَفسِير مَجْمَع البَيان لِلطبْرسي لِلآيَة وَقولَهُ تَعالى (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) قالَ:عَلى ما كانَت وإنْ قلَت عظامها وصَغرَت فنرُدَها كَما كانت ونُؤلِف بَيْنها حَتى يَستوِّي البَنان وَمِن قدِرَ عَلى جمْعِ صِغار العِظام فهُوَ على جَمْعِ كِبارِها أقدَر, عَن الزجاج والجَبائي وأبي مُسلِم وقِيلَ مَعناهُ نقدَرُ على أنْ نَجْعلَ بَنانَهُ كَالخُلْفِ والحافِر فيَتناوَل المَأكُول بَفيِّه وَلكِنّا مَنَنّا عليهِ بالأنامِل لِيَكمِل بها المَنفعَة ويَتهَيأ لهُ القبْض والبَسْط والارتِفاق بالأعمالِ اللطِيفةِ كَالكتابةِ وغيرِها: إنتهى أمَّا مَا حَصَلْنا عَليهِ فِي تَفسِيرِ الشِيعَةِ المُعاصِر الصَحِيح عَن كَيفَيةِ مَعنى (البَنانُ) قالَهُ السَيد مَكارِم الشِيرازي وإنْ كانَ تَفسِيرَهُ غَيرُ مُلِماً تَفصِيلَهُ ولكِنَهُ مَقبُولٌ فِي نَظرِ الصُورَةِ لِلبَنانِ الذِي يُساوي قاعِدَتهُ عَشرَة بالمائَةِ مِمّا قالَ: البنانُ» أطراف الأصابِع، وقِيلَ الأصابِع، وفِي المَعنِيَّيْن إشارَة إلى أنَّ اللّهَ تعالى ليسَ القادرُ على جَمْعِ العِظامِ وإرجاعِها إلى صُورَتِها الأُولى فحَسْب، بلْ إنّهُ تعالى يُسَوي العِظامَ الصَغيرَةَ والظَريفةَ والدقِيقة لِلأصابعِ على ما كانت عليْها فِي الخَلْق الأوَّل، والأعَجْب مِن ذلِك يُمَكِنَهُ تعالى إعادَة بصَمات الأصابِع كَمَا كانت عَليهِ أيْضاً, ويُمكِن أن يكُونَ ذلِكَ إشارَة لَطِيفة إلى الخِطوطِ المَوجُودة فِي أطرافِ الأصابع والتِي نادراً مَا تَتَساوى هذهِ الخِطوط عِندَ شَخصَيْن,, إنتهى فالعالِمُ الذِي يَدَعِي الأعلمِيَة العُظمى بِعَيْنِ مُقلِدِهِ فإنَهُ عِندِي لاَ مُتجَزي فِي دِينِهِ ولاَ مُطلَقٍ: وَفِي الدَليلِ أقول: كَيفَ يَصِحُ لِلمُجتَهِد أنْ يَعرضَ مُسْتَحدثاتَهُ عَلى القُرآن إذا ما لَمْ يَكُن مُفَسِراً قبْلَ أن يَكُونَ فَقِيهاً, بَلْ عَلى أنْ يَكُونَ أولاً عارفاً فِي التَفسِير وَثانِياً مُلِماً فِي عِلْمِ الرِجال مُطَلِعاً عَمَّا حَدَثَ مِنهُم وَسَوْفَ عَمَّا يَحدِثُ لا أنْ يَعرِفَ التَفسِير كَسائِر القارئ البَصِير مِثلِي وَمِثلُكَ؟؟حَقاً لوْ كانَ اجتِهاد العُلماء صَحِيحٌ فِي دِين الله بأنَ فِيهُم مَن يَدَعِي أعلَمَ المَوجُودينَ لأجْتهَدَ النبِّي مُوسى كَلِيمُ الله فِي عِلْمِهِ حِينَ وقفَ مُخاطِباً فِي بَني إسْرائِيلَ قائِلاً (هَلْ تَعرفُونَ أحداً أعلَمُ مِنِّي فِي دِينِ اللهِ تَعالى) فسألهُ رَجُلٌ وقال: يا نَبيَّ الله هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ مُوسَى: لا، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى: بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ أعلَمُ مِنكَ، فَسَأَلَ مُوسَى رَبَهُ يُريدُ السَّبِيلَ إِلى الخضْر لِيَخْرُجَ مِنْ غرُورهِ المُصاب بالعَظمَة، فَجَعَلَ اللَّهُ السَبيلَ لَهُ الْحُوتَ آيَةً، يَعنِي: يا مُوسى إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ وَهُوَ طَعامُكَ الذِي وَضَعتَهُ فَاتَخِذهُ عَلامَةٌ لِلمَكان فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَى الخضْر وَهُوَ عَبْدٌ صالِحٌ لَنا آتَيْناهُ مِنْ لَدُنا عِلْماً، فأخذَ مُوسى يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ لفَتَاه ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ) وهيَّ صَخرَةُ المَجْمَع التِي رقدَ عِندَها مُوسى وَفتاه: قالَ (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) أيْ فَقدَ الحُوتَ عِندَ الصَخرةِ وَهِيَ السَمَكَة التِي دَلِيلَهُ فِي مُلْتَقاهُ مَعَ الخضْر, فَلمَّا رَجَعَ إليْها وَجَدَها حَياً وَرجُوعُها إلى البَحْر (وَاتَّخَذَ) الحُوتَ (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) يُحارُ بِهِ الناظِر البَصِير, فَكانَ المَسْلكُ لِلحُوتِ سَرَباً ولِمُوسى عَجَباً؟ فَنسِيَ حَتى سارَ ضالاً طَريقهُ إلى يَوْمِ غَدٍ ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي) الرِجُوعَ إلى المَجْمَعِ الذِي فِيهِ الخضْر (فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ قاصِدينَ أثرَ طَرقِهِما مُجَدَداً حَتى أتِيا الصَخْرةَ التي كانَ عِندَها الخضِر, فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ لِيُعرِفَهُ بالخضْر (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) فسَرِيا مُوسى وَفَتاه جُهْداً مَرْجَ البَحرَينِ كَما قالَ رَبُكَ (فَوَجَدَا عَبْدًا (65) مِن عِبادِهِ الصالِحينَ مُتَغطِياً بِثوْبٍ فسَلمَ عَليهِ مُوسى وَقالَ (الخَضُ بأرْضِكَ خَضْراءَ) قالَ أهلاً بِكَ يا نَبيُ بِنِّي إسْرائِيلَ, قالَ مُوسى وَما يُدْرِيكَ بِيً أنا النَبِيُ لِبنِّي إسْرائِيلَ, قالَ أدرانِّي بكَ الذِي أدْراكَ بيَّ, فَتَعرَفَ عَليهِ مُوسى: قالَ الخضر أنّا العَبدُ الذِي آتانِّي رَبِّي مِنْ لَدُنّهِ عِلْماً,,فَمَا كانَ مُوسى النَبِيّ الكَلِيم يَوْمَها يُدْرِكَ مَقام الولايَة وَمنزلَتَها كَأِدراكِها اليَوْم لِعَبدٍ صالِحٍ عَليه كَولايَةِ يُوسُف الصِديق عَلى أبيه يَعقُوب التَقِي,, والمُرادُ بولايَةِ الخضْر عَلى مُوسى كَوْنهُ وَليّاً للهِ سُبْحانَهُ وَالجُمْلةُ آتَيْناهُ رَحمَةً (مِنْ عِنْدِنَا) (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) (قَالَ) لهُ الخضر (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) (قَالَ) مُوسى (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)(سُورَة الكَهف آية:69) (قَالَ) الخصْرُ يا مُوسى (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) وسَبيلُ القُصَة طَوْيلة: فعِندَها رَكَبُوا فِي السَفينةِ فَلْم يَتَفرقُوا حَتى بَعثَ اللهُ طائِراً فطارَ إلى المَشْرقِ ثمَ إلى المَغرْب ثَمَ طارَ إلى السَماءِ ثمَ هبَطَ إلى البَحرِ فتَناوَلَ مِنَ البَحرِ قَطرَةً ماءٍ بِمْنقارِهِ وهُما يَنظُران: فقالَ الخضْر لِمُوسى: إنِي أعلَمُ ما يَقول هذا الطائِرُ؟ فقالَ مُوسى: ومَا يَقول؟ قالَ: يَقول: ورَبُّ المَشرِقِ والمَغرْب والسَماواتِ السَبْعِ والأرْضِين السَبْع ما عِلْمُكَ يا خضْر وَعِلْم مُوسى في عِلْمِ اللهِ إلاَّ مَا أخَذَ هذا العُصفُورُ مِنَ هذا البَحرِ قَطرَةً بِمْنقاره؟؟أنظِرُوا يا أخوانِي وَيا أخَواتِي: كَمْ هُوَ ثَمِينٌ هذا العِلْمُ فِي نَظَرِ هذا النبيُ المُرْسَلُ العظِيمُ الكَلِيم مُوسى لِيَتَعَلَمَهُ مِنْ عِبدٍ صالِحٍ أسمَهُ خضْرٌ لاَ خصاصَةَ لَهُ فِي النُبُوَةِ مِثلهُ: فإذا كانَ عِلْم مُوسى لا يَستَوي بِقدَرِ قَطرَةِ ماءٍ مِنَ عِلْمِ الخضْرِ الذِي عَلَمَهُ الله عِلْمَ الغَيب إلهاماً, فَمَا بالُكَ بالعُلماءِ الفُقهاءِ الذِينَ تناولُوا قرْطاساً وتَعلَمُوه لا يُدْريكَ مَا القُرطاسُ ومَا شَأنُ عَمَّا كُتِبَ فِيهِ مِن شَواذٍ وَصَلاحٍ,, وَأخيراً مَا أقول: كَيفَ يُمَكِن العالِم الفَقِيه أنْ يَعرضَ مُستَحدَثاتَهُ عَلى القُرآن إذا ما لَمْ يَكُون أوَلاً مُفسِراً لِلقرآنِ قَبْلَ أنْ يَكُونَ فَقِيهاً عَلى الناسِ, وإلاَّ يُعتَبَر عِلْمَهُ نُكْراً أعظَمُ مِنْ اسْمِهِ أمْراً, لأنَ الإسْمَ الطويل المُبالَغ بِهِ غرُوراً واسْتِكباراً مَذمُوماً بِعَيْنِ أولِي الألْباب لا يَتَدارَك مَعَ أعلَمِيَتِهِ العُظمى بِمَا يَحتاطُ فِيها إدْراكَهُ القُرآن؟ أوْ يَتبَعَنِي كَتِلمِيذٍ لِي لأفقِهَهُ أمُورَ القُرآن الكريم؟؟ والسَلامُ عَليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبَرَكاتُه: وصَلى اللهُ على نَبِّينا مُحمَدٍ وآلِهِ الطَيبينَ الطاهِرين,
| |
|