بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإنسان بحاجة للحب والعاطفة من صغره إلى كبره بل إلى الموت ولكن في حالة صغره يكون بحاجة ماسة للحب والعاطفة والاطمئنان أشكل وأكبر من كبره , حتى ينشئ ويكبر على محبة الناس ويحبه الناس
ولكن حب الطفل لا يعني تلبية جميع احتياجاته بل يعني أن نظهر له العواطف والمشاعر الدالة على محبتنا له بشكل دائم , لذالك لا غرابة في أن الله جعل غذاء الطفل من صدر أمه ,, بل جعله حتى تطمئن الأم على غذاء وشراب أبنها وطفلها وكي تغذي طفلها العواطف والحنان عندما تلقمه ثديها وكي يسعدان كلاهما بنظر إلى بعضهم البعض فالطفل يفرح ويطمئن عندما يرى نفسه في أحضان أمه والأم تطمئن بوجود طفلها بين يديها وعند قلبها ,, ويزداد التواصل بين الطفل وأمه كلما زاد الطفل في النمو , ولكن من المحزن والمؤسف أن كثير من الناس يتعاملون مع أبنائهم وكأنهم أعداء أو كأنهم يكرهونهم ,, لهذا أخاطب هؤلاء الناس بقول أهل العقل والعلم
(( عليكم أن تدركوا أن الحب والعطف وظيفة تربوية هامة ))
وهي ليست ترفاً أو تسلية بل حق من حقوق الطفل يسألنا عنه يوم القيامة ,,
وهذا لا يدل أو يعني ترك الطفل على هواه ولكن يجب علينا مساعدته وتوجيهه من السنة التي يستوعب ويدرك فيها الطفل بما حوله حتى يكون إنساناً اجتماعيا خيراً ومنضبطاً ماله وما عليه ولكن بالوسائل المحببة لا المنفرة
ومن الأخطاء الشائعة أن كثير من الناس يعتقد أن الحب هو توفير لأبنه الحاجيات والملابس والمآكل الطيبة وما شابه ذالك بينما الحب الحقيقي هو عاطفة ومشاعر وتفهم ,,
ومن الأخطاء عدم الاهتمام لمشاعر وأحاسيس الطفل فقد يترك للمربية أو خادمة التي قد لا تكون كفؤاً لتربيته وتوجيهه إلى العادات الصحيحة , أو إرسال إليه كلمات تزرع في قلبه الحقد والغيرة والحسد
مثل تفضيل أحد أخوته عليه أو وصفه بقلة الفهم أو بالإزعاج وعقابه في المناسبات صغيرة كانت أم كبيرة أو أمام الناس وخاصة أمام من هم في سنة أو يلعبون معه
وأخيرا أحبتي لا أقول لكم سوى
((( إن الطفل ليحتاج إلى ما يؤكد له أنه لا يزال محبوباً في بعض الظروف الاجتماعية الطارئة ,, كولادة أخ أو مولود جديد في العائلة ,, أو في غياب أحد والديه أو كلاهما )))
ونهاية الموضوع ,, أحبتي أعلموا أن حب الطفل مدعاة إلى الاستقرار والأمن والاطمئنان والنمو الطبيعي من النواحي النفسية والعاطفية والعقلية والتعليمية ولوقايته من جميع الأعراض التي تصيبه في جسمه وعقله ونفسه
ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ أبنائنا من كل مكروه
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين