بعض القنوات أصبحت تطرح قضية تحرير الحرمين للنقاش
بجرأة تستحقها الحقيقة، وبقوة يتطلبها الواقع.ومنذ سنوات كان هذا المطلب
لا يخرج عن دائرة النخب والمنتديات الضيقة والمغلقة.ويعتبر هذا التقدم في
المطالبة نقلة كبيرة باتجاه تحقيق أمل الأمة الإسلامية في استعادة إشرافها
على مقدساتها التي أخذت منها عنوة وبلا وجه حق.وبالنظر إلى القضايا
المطروحة عالميا في دائرة النضال والتحرير، فإن الأولوية لا تكون حسب
مؤسسات الشرعية الدولية الواقعة تحت تأثير ونفوذ الصهيونية إلا للقضايا
التي تخدم مصالح وأهداف الغرب الاستعماري ومؤسساته، وقضية الحرمين
الشريفين ليست مدرجة بالطبع في قائمة الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا هي
من أهداف الصهيونية، وهذا يتطلب جهدا مضاعفا من المسلمين الذين هم أصحاب
القضية.يبدأ هدا الجهد من التحسيس بأهمية التحرير والتأصيل الشرعي له
باعتباره ضرورة باتجاه تحرير الأمة وقرارها ومرجعياتها المكانية التي
يجتمع فيها شملها وقرارها، وينتهي باستلام الأمة لإدارة الأماكن المقدسة
فيما يصلح الأمة ويقويها.لن تتحرك الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ليكونا في
صف الأمة، لسبب واضح هو أن آل سعود هم أصحاب الحظوة والقبول عند الصهيونية
العالمية وصليبية المحافظين الجدد، لذاك فإنه ما حك جلدك مثل ظفرك، والأمر
منوط بأبناء الأمة الصادقين لا بقرارات أو توصيات تصدرها جهات لا يرضيها
أبدا أن يستعيد الحرمان دورهما الريادي والقيادي والجامع الشمل في الأمة.